سارة البريكية
تمر الأيام سريعًا بانتظار خبر جديد يلوح في الأفق أو بشرى سارة يسوقها لنا القدر أو أيام جميلة تعوضنا عن الأحزان والمآسي التي نعيش ونتعايش معها يوميًا في ظل تسارع الأحداث ورحيل الأحبة وغياب مصدر البسمة وبؤس الليالي الطوال وتغاريد الطيور اليتيمة وحنين الأصدقاء ينتابني بين حين وآخر شعور بالأمل بأن القادم سيكون أجمل والتفاصيل الصغيرة ستكون أوضح وأدق وستكون الرؤية أشمل وأفضل إن أيام الخريف الذي تعيشه محافظة ظفار بكل ولاياتها وأرجائها لهو فصل جميل مرتقب نشتاق له كل عام وبما أن العام الفائت لم يتنسنى لأهل الشمال أن يزوروها فقد طال شوقهم لتلك الأرض الطيبة، ولكن ما نشهده من تدفق في عدد السياح غير المدروس أمر صعب للغاية في ظل انتشار هذه الجائحة فما الحل المرتقب والسريع والعاجل .. ظفار قبلة الجمال وشموخ الجبال وروعة المشهد وفسحة العابرين وربيع الأزهار الأنيقة وحنين الشوارع التي يغلفها الرذاذ الماطر شارع الشروق .. الحافة .. النارجيل الباسقات .. المنظر الأروع في تلك اللحظات وتلك المناظر .. إن ما نشاهده من تدفق كبير في عدد السياح للمحافظة أمر طبيعي ولكن لم يعد طبيعياً الآن لأننا في وضع مختلف ووجب على الجهات المختصة التدخل للحد من انتشار فيروس كورونا فالمرافق العامة تحتاج لعمال نظافة على مدار الساعة وهذا لم يتوافر وإن توافر فبشكل بسيط جدا لا يغطي جحم التوافد الكبير للمرافق العامة وأقصد بالتحديد دورات المياه وألعاب الأطفال أما إن أتينا للتحدث عن الطريق المؤدي لمحافظة ظفار فحدث ولا حرج .. ! لقد تحدثت سابقاً في مقالات سابقة عن هذا الموضوع السياحة والمرافق السياحية وخدمات السياحة وتم التجاوب وقتها من وزير السياحة السابق مشكورًا وتم تحسين بعض الخدمات ولكن لازلنا نعاني من نقص كبير في الخدمات فهذا الطريق الحيوي يحتاج لعناية ورعاية واهتمام كبير وبحاجة لتزويد المنطقة بالمرافق السياحية المختلفة من فنادق ومنتجعات سكنية متكاملة الخدمات السياحية والصحية ودورات المياه المتكاملة ذاتية التنظيف إن لزم الأمر والسرعة والعمل في ذلك لأنه ليس من الواجب أن نعاني من هذا النقص في الخدمات المقدمة منذ سنوات طويلة جدًا ونحن على نفس الحال لا جديد يذكر؛ سوى بعض الفنادق البسيطة التي يملكها المواطنون إن كنَّا لا نستطيع التطوير في هذا الشارع الحيوي فهناك شركات كبرى تتمنى أن تمسك هذا الخط الذي كان ولا يزال خطاً ناقص الخدمات السياحية أعتقد أنه ليس من الضروري أن يكون وزير السياحة على كرسيه ويتأمل المشهد من بعيد فلينزل في الميدان وليرى المشهد بنفسه إلى خط ظفار والمرافق الحيوية والسياحية الأخرى أيضًا في كافة أنحاء البلاد بحاجة لوقفة جادة وتطوير عاجل .. من جهة أخرى ارتفاع أسعار الشقق والفنادق في محافظة ظفار في هذه الفترة يجب سن قوانين رادعة لكل من تسول له نفسه استغلال هذه الأيام ورفع الأسعار ليس الجميع أصحاب وظائف وليس الجميع أصحاب دخل عالٍ فمعظم الشعب "على قد حاله" فالله الله في الأسعار المرتفعة والله الله في المراعاة والله الله في النظر لهذا المواطن البسيط الذي يريد أن يستمتع في بلده قليلاً ولا يمكنه حتى السفر لدولة أخرى فلنكن يدا واحدة وقلبا واحدا ونقف صفا واحدا ونتعاون لخدمة بعضنا البعض .. هذه السنة رحل الكثيرون من من كانوا يستمتعون معنا بأجواء الخريف ويتشوقون له ويطيلون النظر في الطبيعة الغناء ويمنون النفس بأن القادم سيكون أجمل.