قل خيرًا أو اصمت!

ناصر العبري

تسعى حكومتنا الرشيدة وبتوجيهات مجدد نهضة عُمان مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أن يعيش المواطن العماني وهو يتمتع وينعم بكافة الخدمات ومنها الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، ولذلك تابعنا شكاوى المواطنين حول ارتفاع فاتورة الكهرباء والماء في السلطنة وأغلب المحافظات.

لكن لابُد أن نتحلى بالواقعية، فهذه فترة صيف ومنع للحركة أيضًا؛ حيث يكثر فيها استخدام الكهرباء والمياه، لكن أن تكون هناك قراءة تقديرية على مدى جائحة كورونا فهذا غير مقبول أبداً، كلنا نعرف أن لدى شركات الكهرباء موظفين قرأوا العدادات، أو حتى أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على قراءة هذه العدادات بدقة كبيرة.

السؤال يا ترى أين هؤلاء الموظفين؟ هل اختفوا من مواقع العمل؟ هل تم تسريحهم أو أحيلوا إلى التقاعد؟ فلم نشاهد أحدًا منهم خلال الفترة الأخيرة منذ بدء الجائحة!

وأوجه رسالة عاجلة من مواطن يعيش بين مجتمع قنوع ويحترم كل القرارات التي تصدر من الجهات الحكومية، لكن لا نقبل أن يظهر لنا مسؤول بين فترة وأخرى بتصريحات قد يعتبرها البعض استفزازية ويبرر ارتفاع فواتير الكهرباء بما يحب هو، ويثير غضب المواطنين، ومن هنا أقول لهؤلاء المسؤولين تذكروا أننا نعيش في خضم جائحة كورونا، ونادرا ما نجد بيتًا لا يُعاني من وجود مصابين بالفيروس أو فقدان أحباء لهم، الناس تحتاج في وقتنا الحاضر إلى الكلام الطيب والأخبار التي تشرح صدورهم، وترسم لهم مستقبلا مشرقا، والتأكيد على أن الأمور سوف تعود لمجراها الطبيعي فور زوال الجائحة، لا أن يفاجأوا بتصريحات لمسؤولين، ترفع ضغطهم.

لذلك على المسؤولين الأعزاء مُراعاة مشاعر المواطنين، فإما أن يقولوا خيرا أو أن يصمتوا حتى تنجلي هذه الجائحة وتزول الغمّة.

ولقد كانت هناك آمال وتمنيات على شركات الكهرباء في السلطنة أن تقدم للمواطنين مكرمة خلال هذه الجائحة، مثل إعفائهم من بعض رسوم الكهرباء لمدة شهر أو شهرين، لكن للأسف لم يحصل هذا؛ بل أخذوا مسارًا آخر من خلال تصريحاتهم، ولاقى هذا استهجانًا وانتقادات واسعة من شرائح المجتمع، فمتى يعلم المسؤول كيفية التواصل مع المواطنين والمجتمع بكلمات وألفاظ تكون بردًا وسلامًا لهم لا أن تزيد الضغوط النفسية وترفع من مُؤشر الاستفزاز لديهم.