"QNB": تسريع التطعيم بـ"لقاحات كورونا" يعجل بإعادة فتح الاقتصادات

الرؤية- خاص

أكد التقرير الأسبوعي لمجموعة بنك قطر الوطني "QNB" أن إيصال جرعات أكبر من اللقاحات المضادة لوباء كورونا "كوفيد-19" إلى البلدان الأقل ثراءً وتشجيع الأشخاص الذين لا يزالون مترددين بشأن أخذ اللقاح، سيصبح أمراً متزايد الأهمية للحفاظ على معدل مرتفع من التطعيم على مستوى العالم.

وشدد التقرير على أنه كلما أسرعت الدول في تطعيم بقية سكان العالم ستقل فرص تحور الفيروس إلى سلالات جديدة مثيرة للقلق، وستصبح اللقاحات أكثر فعالية في منع تفشي العدوى. ولذلك، فإن زيادة وتيرة التطعيم ستزيد من سرعة عملية إعادة فتح الاقتصاد العالمي وستجعلها أكثر شمولاً. وبعد أقل من عام من تفشي جائحة كوفيد-19، تصدت العديد من فرق البحث العلمي للتحدي وقامت بتطوير لقاحات فعالة، وخلال العام الجاري تم إعطاء 3.2 مليار جرعة لقاح حول العالم، ويجري حالياً تقديم 37.3 مليون جرعة كل يوم.

وتلقى 24% من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد-19. وهذا في حد ذاته إنجاز كبير، ولكن لا تزال هناك حاجة لبذل مزيد من الجهود لتطمين الناس وتقليل التردد بشأن تلقي اللقاحات وضمان توفرها في البلدان الأقل ثراءً.

ويتطرق التقرير إلى تداعيات السلالات المثيرة للقلق من خلال الإجابة على 3 أسئلة: هل توفر اللقاحات حماية من السلالات المثيرة للقلق؟ وهل توفر بعض اللقاحات حماية أفضل من غيرها ضد السلالات المثيرة للقلق؟ وهل يمكن تعزيز الحماية ضد السلالات المثيرة للقلق؟

وتُظهر بيانات المملكة المتحدة، التي تركز على السلالتين المثيرتين للقلق ألفا ودلتا، أن اللقاحات لا تزال توفر مستوى عالٍ من الحماية ضد الالتهابات المصحوبة بظهور أعراض والتي تسببها السلالات المثيرة للقلق. وعلى وجه التحديد، فإن اللقاحات لا تزال توفر حماية كبيرة جداً من حالات الإصابة الشديدة بكوفيد-19. وتظهر الأبحاث أيضاً أن الحصول على جرعة ثانية مفيد بشكل خاص في تعزيز الحماية ضد متحور دلتا. ولذلك، فإن اللقاحات لا تزال توفر حماية من السلالات المثيرة للقلق، وخاصةً في تقليل الحاجة للعلاج بالمستشفى.

تم تطوير نوعين رئيسيين من اللقاحات للحماية من كوفيد-19. تعمل اللقاحات التي تستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) عن طريق أمر خلايانا بإنتاج قطعة صغيرة غير نشطة من الفيروس (البروتين الشوكي)، مما يؤدي إلى حدوث استجابة مناعية داخل أجسامنا. ومن الأمثلة على اللقاحات التي تستخدم تقنية mRNA اللقاحين اللذين تم تطويرهما من قبل شركتي فايزر وموديرنا. أما اللقاحات التي تستخدم تقنية ناقلات الفيروس فهي تعمل بنفس الطريقة تقريباً، ولكنها تستخدم فيروسات غير نشطة لتحفيز الخلايا على إنتاج البروتين الشوكي. ويعتبر لقاح أسترازينكا مثالاً للقاح يستخدم تقنية ناقلات الفيروس.

أما هل يمكن تعزيز الحماية ضد السلالات المثيرة للقلق؟ فالإجابة نعم، يمكن استخدام مزيج من لقاحات مختلفة، فقد أوصت هيئة اللقاحات الألمانية باستخدام لقاحات mRNA كجرعة ثانية للأشخاص الذين أخذوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينكا.

وستظل المتحورات الفيروسية والسلالات المثيرة للقلق مشكلة خطيرة إذا ظل عدد الإصابات النشطة بفيروس كوفيد-19 عند مستوى مرتفع. لحسن الحظ، فإن اللقاحات الحالية وخاصة لقاحات mRNA توفر مستوى عالٍ من الحماية ضد الإصابة الشديدة بكوفيد-19. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تحسين توقيت الجرعات وتطوير مزيج اللقاحات وتوفير جرعات داعمة إلى زيادة فعالية الحماية التي يوفرها اللقاح.

تعليق عبر الفيس بوك