زيارة استثنائية ومصير مشترك

 

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

 

تصدر وسم (هاشتاج) "#سلطان_عمان_ضيف_الملك_سلمان" وأيضًا وسم "#عُمان_السعودية_مستقبل_مشرق"، قائمة الأكثر تداولا (ترند) على موقع تويتر في البلدين الشقيقين، وذلك قبل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- للمملكة العربية السعودية؛ تلبية لدعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وحسب المعلومات والمصادر سيكون برفقة صاحب الجلالة وفد رسمي رفيع المستوى، في دلالة كبيرة على مكانة المملكة لدى السلطنة؛ وهي أول زيارة خارجية  يقوم بها صاحب الجلالة منذ توليه مقاليد الحكم، والتي شاءت الأقدار أن تكون لنفس البلد الغالي علينا؛ مملكة الحزم والعزم، والتي كانت كذلك أول زيارة للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في ديسمبر 1971، في مشهد يعيده التاريخ ويظهر التقارب والمكانة الكبيرة التي تكنها مسقط والرياض لبعضهما البعض.

هذه الزيارة الاستثنائية التي بلا شك سيكون لها دور كبير ليس فقط على مستوى البلدين الشقيقين وإنما على مستوى الخليج العربي والمنطقة العربية، من المؤمل أن تكون لها انعكاسات ايجابية، ليس فقط في تفعيل الشراكة والتكامل بين البلدين في كثير من المجالات وإعطاء زخم أكبر نحو إنشاء مجلس تنسيقي لمزيد من التفعيل للشراكة الحقيقية للعديد من الفرص الواعدة، وإنما كذلك للتشاور في بعض القضايا ذات المصير المشترك الواحد والعمل على إيجاد حلول ومقترحات تساهم في حل العديد من القضايا وتفعل العمل الخليجي المشترك في ظل متغيرات وظروف إقليمية تتطلب مزيدا من التعاون والحوار بين الأشقاء وتعطي دافعا أكبر للتكامل الخليجي المشترك.

وعندما نتحدث عن هذه الزيارة التي حظيت لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية وهو ليس بمستغرب منهم بمزيد من الحفاوة والترحيب وتسليط إعلامي وتفاعل إيجابي في مختلف منصات التواصل الاجتماعي وما شهدته كذلك من تفاعل عفوي من الجانب العماني سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهو مؤشر جميل وغير مستغرب بين البلدين الشقيقين اللذين يجمعهما مصير مشترك في ظل خليجنا الواحد الذي يتطلع أبناؤه لمزيد من التكامل والتطبيق العملي في كثير من المجالات التي نتمنى الاستثمار والتركيز عليها نظراً للفرص الواعدة فيها بدلاً من الاستثمارات الخارجية الخليجية وفي ظل متغيرات وظروف تتطلب الوحدة وجمع كلمة الصف الواحد والتكامل الاقتصادي الخليجي.

ختامًا.. سبق هذه الزيارة حراك غير مسبوق وتنسيق وتواصل بين مختلف القطاعات بين البلدين الشقيقين ولاسيما في الجانب الاقتصادي الذي نتمنى أن يشهد ارتفاعاً في نسبة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد للبلدين الشقيقين لخلق مزيد من المشاريع المشتركة في ظل وجود إرادة ورغبة سياسية بين مسقط والرياض مما يتطلب من الجهات المعنية في البلدين الشقيقين تكاملية الأدوار ومزيد من التسهيلات والحوافز التي بلاشك سيكون لها الأثر الإيجابي ليس فقط على البلدين الشقيين وإنما على كافة أبناء الخليج العربي ويسهم كذلك في إعادة مكانة وأهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربي  نظراً لدور وقيمة البلدين من خلال مزيد من التطبيق الفعلي للكثير من الإجراءات والخطط التي يتطلع لها وينتظرها المواطن الخليجي.