سارة البريكية
حديث العالم أجمع بلا منازع خلال أسبوع كاميرون هيرن ويتصدر جميع الهاشتاجات (الوسوم) في كل وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ نرى صورة الشاب الوسيم كاميرون على برنامج التيك توك وسناب شات وانستجرام وتويتر وأعتقد بالفيسبوك أيضًا ضج العالم العربي بالحادثة ربما أكثر من العالم الغربي.
ورغم كل ما يقال ويتداول فالحكم الذي صدر ضد هذا الشاب ظالم ولا يستحقه البتة هو قضاء وقدر رغم كل شيء ولم يكن متعمداً في ذلك. سنسرد القصة منذ البداية إنه شاب تخرج في الثانوية العامة عام 2018 وقرر والداه مكافأته واشتروا له سيارة بعدها بيومين قرر كاميرون مسابقة زميله في شارع لا يُسمح لهم بالسرعة الجنونية فيه، ولكن كاميرون كان مسرعاً وكانت هناك امرأة ذات 24 عاماً وطفلتها التي تبلغ عاما واحدا فقط تعبران الشارع فلم يتمكن كاميرون من تفادي ذلك أو التخفيف من سرعته الموقف كان صعب جدًا على شاب في مقتبل العمر وهو لم ينكر ما فعل ولم يلذ بالفرار إنما توجه للشرطة واعترف بما فعل.
طبعًا المرأة وطفلتها فارقتا الحياة ونسأل الله أن يصبر قلب الزوج والأب على تحمل ما حلَّ به من مصيبة فالموت مصيبة عظمى ولكن أن يحكم على هذا الشاب بالسجن لأربعة وعشرين عامًا هو ظلم آخر وكبير لأنه لم يقتل عمداً وكان حادثاً وقضاء وقدر، فالموضوع مبالغ فيه من هنا نرى عظمة الله في تشريع الأحكام والنظم والقوانين السماوية في ديننا الإسلامي نحن نعيش في دين نحسد عليه والحمدلله أننا ولدنا مسلمين ولا نرضى بهكذا ظلم فلو كنت مكان القاضي لعاقبت كاميرون بالسجن لمدة عام أو عامين كتأديب فقط أما أن أحرم إنسان من عيش حياته لخطأ لم يقصده ولم يرتكبه عمدا فهذا أمر صعب ومؤذٍ ومتعب وخطأ.
من هنا نتعلم أيضاً أن كل هذه الحياة ليست بأيدينا وليس بإمكاننا أن نختار مصيرنا فمصيرنا محسوم وتوقيت نهايتنا مكتوبة ووداعنا لابد منه والرحيل الذي نتجرع مرارته مستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها كلنا سنرحل وسنمضي وسيبقى الأثر لذا علينا أن نحسن الظن بالله دائماً وأن نأخذ بالأسباب وننتبه؛ حيث تجد بعض الشباب مستهتر ويسرع بجنون ولا يهتم لقوانين وضوابط السرعة وضوابط الطريق بينما تجد هناك شباب منضبطين في اتباع قواعد الطرق وفي المقابل نسمع عن حوادث دهس من هذا النوع كثيرا خصوصا هنا في السلطنة ولكن لم نسمع بهكذا حكم.
فقد غادرنا شباب وأطفال ونساء ورجال طاعنون في السن بسبب حالات الدهس غير المقصودة ولكن يبقى هناك مسبب لكل ذلك ألا وهي السرعة وعدم الالتزام بالأنظمة، وأحيانا التهور الشديد والاستهتار من البعض وربما المباهاة بالسرعة، إنَّ حوادث الطرق كانت في السلطنة تتصاعد بازدياد إلا أن التعديلات والتطويرات التي حدثت من التقليل من الدوارت وعمل الجسور وإشارات المرور والمطبات وكل ما يعمل في التقليل والحد من الحوادث ساهم كثيرا في انخفاض ملحوظ في عدد الحوادث لدينا بالسلطنة والحمدلله أضف إلى ذلك الوعي والإدراك الذي نعيشه في هذا الوقت فنحن في زمن السرعة في كل شيء.
من هنا لا يسعني إلا أن أشكر الجهات المعنية على ما تبذله من أجل المساهمة في الحد من الحوادث المرورية، والأخذ بالأسباب الحقيقية التي تقلل وتخفض من نسبة هذه الحوادث في سلطنتنا الحبيبة عُمان.
كلمة أخيرة.. علينا جميعًا الانتباه ونحن نقود تلك المركبة فهناك من ينتظرنا ومن هو معلق آماله الكبار علينا فالرجاء كل الرجاء الانتباه ودمتم سالمين.