المعتصم البوسعيدي
لا حديث يعلو- ولا يجب أن يعلو- على جائحة كورونا (كوفيد19)، فقطار الموت صار يخطف الأرواح، ورائحته باتت رائحة معتادة؛ حتى لا تكاد تخلو هواتفنا من نعي وتعزية وبكاء ورثاء. فكيف وصلنا لهذا الحال، وإلى أين المآل، ومتى ينتهي ذلك.
الأيادي تُشير لعدة اتجاهات، ويُقِبلُ بعضنا على بعض في لومٍ واتهام، ولكن الأكيد أن "سبحان ربنا إنا كنا ظالمين"؛ فتعاملنا مع الجائحة ليس التعامل المثالي، والصراحة خير من المجاملة في هذا الوضع الحرج، وعلى ذلك أقول- صراحة- إن اللجنة العُليا تحمل على عاتقها الجزء الأكبر مما يحدث؛ كونها من يقود دفة التعامل مع الجائحة دون رفع المسؤولية عن الجميع أفرادًا ومؤسسات عامة وخاص.
في الجانب الرياضي، أراني لا أجد صورة من صور التكاتف والتلاحم والمبادرات الوطنية العالية ولا الحضور الذي يُشفي الغليل، هناك- فقط- بكائيات على تأثير الجائحة واستسلام أوضح من رابعة النهار، وأندية خاوية على عروشها، تبحث عن مصالحها، وتعمل وفق الأوامر وتنتظر فرج القرارات، فتنطلق في نشاطها تارة وتلغي تارة أخرى، والوزارة تلقي تعاميمها للأندية التي تقوم بإعادة إرسالها لفرقها ومنتسبيها، وسط غياب للتفصيل واستقصاء الخبر الأكيد، فهذا البحر ودونكم الطوفان.
ما يُقال عن الأندية ينطبق على الاتحادات، ورياضتنا بمجملها صارت كما كانت اتكالية على عصا معلم في حلقة درس تحت ظل شجرة، ويا ليتها تتعلم دون الضرب؛ غارقون في الصمت، ونعيد تلقين سابق؛ أرقامنا سنحطمها وصناعة البطل مسؤولية الجميع، فلا الأرقام أغنتنا من جوع ولا التكرار علم الشطار!!
أعود لدور الرياضة في جائحة كورونا (كوفيد19) غير النعي والتعازي، والاستسلام والتباكي إلا من رحم ربي، أين دورها الريادي، متى سنجد النادي يسخر إمكانياته كلها في خدمة التعامل مع ما نمُر به؛ هذا إذا بالفعل توجد إمكانيات، لنعود لنقطة الصفر همسًا؛ أين مؤسسة النادي التي نريد؟ وكيف للرياضة أن تكون سندًا وذخر للمجتمع؛ ماليًا واجتماعيًا وثقافيًا وبطبيعة الحال رياضيًا؟ فقد انتهى عصر الترفيه ونحن نشاهد اليوم بطولات وأنشطة رياضية تقام علينا وحوالينا، ونركن لمبرراتٍ هرمنا منها، وأماني مللنا ذكرها، وفضحتنا الأحداث وعرتنا، وبتنا نشتم رائحة الموت ونمارس ترفيه أنفسنا في رياضة عقيمة لا تقدم قيمتها الحقيقية. فرحم الله أمواتنا وعافى مبتلانا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.