المحطة المتكاملة

 

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

 

ربط بين الماضي المتجذر في القدم والحاضرالمُتجدد المفعم بروح الأمل في ظل النهضة المتجددة اليوم وما تمثله الأمكنة من شخوص، تظل ظاهرة للعيان؛ كحقبة تاريخية متأصلة في نفوس الشعوب وتدل دلالة قاطعة على حقبة من الزمن؛ كدليل على الإنجاز.

يمثل برج الصحوة رمزاً من رموز النَّهضة الأولى التي قادها ابن عُمان البار، السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- وها نحن اليوم نعيش نهضة مُتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- وفي ظل رؤية "عُمان 2040" كمنطلق لنهضة متجددة؛ تسعى إلى تنويع مصادر الدخل والتجديد والابتكار في الرؤى والأفكار في عالم أصبح متجددا ومتغيرا في اللحظة والحين وللربط بين ماضٍ تليد وحاضر مجيد. يمثل مفترق بدبد- نزوى- صور أهمية حيوية، يربط بين محافظات عدة: الداخلية والوسطى ومحافظة ظفاروالظاهرة والشرقية شمال وجنوب، إضافة إلى محافظة مسقط العامرة ومنها إلى الباطنة شمال وجنوب سلة غذاء عُمان وفي ظل تطوير شارع بدبد- برج الصحوة (مسقط) بإضافة حارتين في كل اتجاه، يتبادر إلى الذهن مقترح، لتطوير هذا المفترق؛ ليصبح واجهة عُمان للداخل؛ كمعلم سياحي إرشادي لمحافظات السلطنة المختلفة؛ بما تمثله من كنوز سياحية وتراثية؛ كمحطة واحدة، تتوقف فيه القوافل القادمة من الاتجاهات المُختلفة من الداخل والخارج، تلتقي في هذا المكان بعد قطع مسافات طويلة وخاصة أيام فصل الخريف في محافظة ظفار للراحة والاستجمام، بتطوير هذا المكان الممتد من قرية الفرفارة بولاية بدبد وحتى مدخل الولاية المتجه للداخل، بدمج المحطتين القائمتين الآن على جانبي الشارع يميناً وشمالاً في محطة واحدة وتطوير المفترق كواجهة حديثة، تتوافر فيه جميع خدمات التزود للمسافر المعينة له على نوائب المحن وبناء استراحات ومتحف يُعبر عن مكنونات المحافظات يؤمه السياح بشوق وخاصة القادمين من خارج السلطنة ومطاعم شعبية راقية يديرها المواطنون أنفسهم ونشر البساط الأخضر ليسر الناظرين وحديقة عامة تضفي البهجة والسرور على الأطفال مطرزة بألوان بديعة من الزهور الصيفية والشتوية ومسجد تخفق فيه الروح بعد وعثاء السفر.

ويا حبذا لو ربط هذا المكان، بمطار مسقط الدولي؛ من خلال إنشاء نزل تراثية؛ كشقق فندقية، تديرها ثلة من الشباب الموهوب؛ ليؤمه السائحون القادمون من مختلف بقاع الأرض؛ بغرض السياحة التراثية في هذا البلد الموغل في القدم وربطه بسكة حديدية عبر قطار سياحي يمر بوادي الضبعون، نزولاً لوادي فنجاء، المتجه إلى وادي الخوض، كجولة سياحية للسائح على ضفتي الوادي بما يحويه من مناظر طبيعية مع التطوير لهذا الوادي والأماكن السياحية بولاية بدبد؛ ليكون جذباً سياحياً، يرفد الدولة، بموارد تعزز من مصادر الدخل وتفتح آفاقاً للتشغيل الذاتي للمواطنين؛ ليكون هذا المَعلم معلماً من معالم نهضة عُمان المتجددة.

تعليق عبر الفيس بوك