إما الالتزام التام أو"استعدوا لفقد أحبابكم"!

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

 

س(1)

أتذكر كلام رئيس الوزراء البريطاني في بداية جائحة كورونا، حين قال: "استعدوا لفقد أحبائكم"، اعتقدتُ في البداية أنَّه كان يبالغ كثيرًا، ولكن يبدو أنَّه اختار كلماته بعناية، وتحققت نبوءته بدقة.

تحقق كلام جونسون في العالم أجمع فكل يوم نفقد أحبابا، وأصدقاء، وأقارب، وأحيانًا يكون "المجرم" من نفس العائلة، يتسبب بسبب استهتاره بنقل الفيروس إلى الجميع، إلى أمه، وأبيه، وأبنائه، وإخوته، وزملائه في العمل.

قد ينجو "القاتل" من الموت، ولكن كيف تشعر أيُّها المستهتر بعد أن تسببتَ في قتل أحبابك؟!!

(2)

أعتقد أنَّه حان الوقت لتجريم "المتسببين بنقل الفيروس عن عمد للآخرين"، خاصة في حالة موت شخص آخر بسببهم، أظن أنَّ ذلك يرقى إلى "القتل غير العمد"، ومع صعوبة إثبات الجريمة، إلا أن مجرد وجود تشريع بشأن ذلك قد يُعيد البعض إلى رشده.

كفى استهتارًا.. كفى قتلا للأبرياء.

(3)

كان تبرير هيئة الطيران المدني حول دخول طائرات من جمهورية الهند، تبريرًا غير مُقنع للأسف، فمجرد دخول طائرات إلى أرض السلطنة من دولة هي الأكثر نسبة في الإصابات يعني دخول الفيروس المتحور بشكل مُباشر وغير مُباشر، فكل بضاعة أو طائرة، أو شحنة من أي دولة موبوءة في العالم يعني أننا نجلب الخطر إلى بلادنا.

لا تجاملوا.. وامنعوا مثل هذه "الاستثناءات".

(4)

كلما قلّت أعداد الإصابات، صفقنا للجنة العُليا. وكلما زادت الأعداد، اتهمنا المُواطن.

(5)

الاستهتار آفة الجهل. الغريب أنَّ البعض ما زال يشكك في وجود الفيروس، ويتبنّى نظرية المُؤامرة، وكأنه سيفسد خطة "المتآمرين"!!

سواء كانت هناك مؤامرة أو غيرها، إلا أنَّ الحقيقة تقول إن الوباء واقع لا يُمكن الفرار منه، يأكل الأخضر واليابس، ويفني النفوس.

لا تستهر، وتفرّغ بعد ذلك لإثبات نظريتك.

(6)

ما زلتُ أرى أنَّ أجنحة "كبار الشخصيات" تكريس للطبقية بين فئات المُجتمع. من يملك المال يمتلك العلاج على نفقته الخاصة، وبالعناية التي يريدها؛ فالمستشفيات "الحكومية" للجميع على أساس أن "المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات" دون تمييز.

المواطن الفقير يستحق أن يُعالج ويُعتنى به في أجنحة "كبار الشخصيات" الفارهة.