فايزة سويلم الكلبانية
واضحة هي التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظَّم - حفظه الله ورعاه- خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، والتي تنص على أن تشغيل الباحثين عن عمل يُمثل أولوية وطنية قصوى، هذا إلى جانب المباركة السامية لإطلاق البرنامج الوطني للتشغيل، وجدول زمني بمؤشرات قياس أداء النتائج لتحقيق النتائج المرجوة من التشغيل، والتوجيه كذلك بضرورة تطبيق التعليم المهني والتقني؛ وذلك للعمل على سد الفجوة المعرفية والمهارية بسوق العمل، كما وجه جلالته- أيده الله- بضرورة تذليل العقبات والمعوقات التي تعترض مسيرة التنمية الشاملة، ولاسيما وأن المرحلة المقبلة تتطلب تناسقا وتناغما بجهود كافة مؤسسات الدولة.
من هنا لا بُد وأن تبذل الجهات المعنية الجهود الحثيثة من أجل إطلاق مشاريع اقتصادية متجددة وغير تقليدية مثل مشاريع الطاقة المتجددة عامة والطاقة الشمسية خاصة لتجديد الدورة الاقتصادية وجذب الاستثمارات في هذا الجانب، لاسيما وأن عُمان بلد الطاقة الشمسية، وهناك نماذج ناجحة من الشباب العمانيين العاملين في مجالات الطاقة المتجددة، كما يوجد الكثير من الابتكارات التي يقوم بها الأفراد بالمجتمع وعدد كبير من الابتكارات في الطاقة المتجددة لدى طلبة المدارس سواء في مجالات الروبوت أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح والمياه وغيرها وجميعها قابلة للتطبيق، وحديثي هذا من واقع عملت عليه على مدار سنوات ضمن فعاليات جائزة الرؤية لمبادرات الشباب والتي تنظمها جريدة الرؤية برعاية حصرية مع شركة أوكسيدنتال عُمان، وحظيت الجائزة بإقبال مجتمعي عالي المستوى من المشاركات التي أشرف عليها الكثير من المسؤولين والبعض حالفه الحظ بفرص للدعم والتحفيز والبعض رغم جودة ابتكاراتهم في الانتظار.
هذه الرؤية الحكيمة والاهتمام السامي يدفعنا جميعاً إلى العمل على تكاتف الجهود بين مختلف الجهات للإسراع في حل قضية الباحثين عن عمل، ومن هذا المنطلق لا بُد وأن تعمل غرفة تجارة وصناعة عُمان وغيرها من الجهات المختصة مثل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على دراسات جدوى وبحوث بشكل مستمر لمشاريع متجددة كأفكار للشباب تعينهم لدخول بيئة الأعمال وتوسع مداركهم للفرص التي حولهم، وخاصة تلك التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير ومخاطر عالية ولكنها تعود عليهم بالفائدة، لاسيما وأن اليوم أغلب الشباب محترفين في التعامل مع الأجهزة التقنية والتطبيقات الرقمية المختلفة، ومن خلال الشركات التقنية الناشئة عبر التطبيقات والمنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي نجد الكثير من الأفكار التي من الممكن أن تكون فرصة لدخول الكثير من الشباب.
من جانب آخر نجد أنَّ هناك مشاريع بسيطة في فكرتها ورأس المال، ولكنها تدر عوائد وأرباحًا مجدية ولكن القليل من الشباب من يتجهون للعمل فيها، بالرغم من أنَّ جميع مراحل العمل من الممكن أن تتم إلكترونيا عبر المنصات التقنية والتطبيقات الرقمية وأذكر منها على سبيل المثال "تجارة استيراد الزعفران من إيران" وهي تجارة عليها رواج وإقبال عالٍ.