تطوير البريمي؟!

سالم بن نجيم البادي

سُعدنا كثيرًا عندما سمعنا عن خطة تطوير مسندم، ونأمل أن يتم تتفيذها دون تأجيل، وأن لا تصطدم بالروتين والتعقيدات الإدارية، والحديث عن تطوير مسندم يطرح السؤال التالي: ماذا عن تطوير البريمي؟!

والبريمي محافظة حدودية، ولا نتكلم هنا عن البنية التحتية والمؤسسات الحكومية وخدمات الصحة والتعليم، فكل هذا نقر بوجوده، كما في باقي المحافظات الأخرى، لكن أين المشاريع التي تميز البريمي بوصفها محافظة حدودية؟ لا شيء يُذكر، وقد طال الانتظار أكثر مما ينبغي، وكل الوعود بمعاملة البريمي معاملة خاصة كانت أضغاث أحلام. فما زلتُ أتذكر زملاء الدراسة من مناطق أخرى في السلطنة مثل صلالة وصور وحتى مسقط وهم يتحدثون بإعحاب عن موقع البريمي، وقربها من الأسواق في دول الخليج، فهل تم استغلال هذا الموقع الاستراتيجي المهم؟ وهل نظرت الحكومة إلى البريمي نظرة مختلفة؟

المراكز الحدودية بين البريمي وباقي محافظات السلطنة كثيرة ولاداعي لها، وقد بحّت الأصوات وهي تطالب بإزالة هذه المراكز لما لها آثار سلبية اقتصادية واجتماعية، كما إن الزيادة الهائلة في رسوم التأشيرات سوف تُساهم في تراجع الوضع الاقتصادي في المحافظة بدرجة أكبر، والآن بعض التجار في البريمي نقلوا تجارتهم إلى صحار، ولحق بهم بعض الزبائن وصار من المألوف أن تجد أحد أهالي البريمي في صحار، وقد جاء من أجل التسوق فقط! وكثير من المؤسسات التجارية أقفلت أبوابها والشواهد على ذلك كثيرة، فالمحلات التجارية خاوية بعد أن كانت عامرة، وإغلاق الحدود مع دولة الإمارات. وقد كان أهل العين يأتون إلى البريمي للتسوق وشراء المنتجات العُمانية خاصة في المواسم أيام القيظ والأعياد. وكان يسمح للوافدين الذين يعملون في مدينة العين التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة باستئجار البيوت والإقامة في البريمي الأرخص، مقارنة بالأسعار في مدينة العين.

آن الآوان لمنح محافظة البريمي إعفاءات من الرسوم والضرائب وجعل المحافظة منطقة تجارة حرة.

أنت في البريمي، إلى أين ستذهب هذا المساء؟! سؤال محير ومحرج أحيانًا، عندما يتصل بنا بعض الأصدقاء من مناطق بعيدة يرغبون في زيارة البريمي، ونرغب في أن نعد لهم برنامجًا للترفيه وزيارة معالم المدينة، وحين نستعرض الأماكن التي يمكن الذهاب إليها نجدها قليلة، وهناك أماكن انطلقت بفضل مبادرات فردية، مثل فلج الصعراني الذي بُعث من جديد بجهود أهل المدينة، ومنتجع السلام ومنتجع شرم ومنتجع وادي القحفي الذي يقع في قلب الطبيعة بين الجبال والأودية وهو مناسب لمحبي الهدوء والسكينة والاستجمام بعيدًا عن زحام المدن، كما توجد دار عرض سينمائي واحدة فقط في لولو هايبر البريمي، إلى جانب فنادق وشقق إيجار متواضعة، وبعض المطاعم الشامية واليمنية. وتوجد بعض المبادرات الشعبية مثل: نادي الصم الذي نال شهرة واسعة، خاصة في عهد الإدارة السابقة على مستوى السلطنة ودول الخليج العربي. أيضًا لجنة الزكاة كانت مثالًا يحتذى به في باقي الولايات، وفريق البريمي الخيري وجهوده الكبيرة التي لا تخفى على أحد، وحساب منتديات محافظات البريمي؛ وهو من أوائل المواقع الإلكترونية على مستوى السلطنة، ويهتم بكافة أخبار المحافظة، وكذلك فرع جمعية الكُتاب والأدباء في البريمي، وكان أول فرع لجمعية الكُتاب خارج محافظة مسقط وله مناشط ثقافية عديدة، ومركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات، وصالون "مساءات ثقافية" للدكتورة وفاء الشامسية، وصالون الدكتورة فاطمة العلياني الثقافي، حيث تُعد هذه الموسسات الرئة الثقافية للبريمي.

وتوجد أماكن أخرى للحكومة دور فيها، مثل السوق المركزي المتميز بوجود المنتجات التقليدية والأدوات والبضائع التراثية وسوق المنتجات الموسمية، وسوق الخضار والفواكة وحصون الخندق والحلة ومرجب والطبيعة البكر في ولاية السنينة، وجمال الطبيعة وتنوعها في ولاية محضة الجبال والرمال والأودية والمزارع، والمسرح التابع للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي والذي يتم فيه عرض بعض المسرحيات والمحاضرات والأمسيات الشعرية.

لكن أين المشاريع التجارية الضخمة والمصانع الكبرى؟ وماذا فعلنا لجذب السياح من دول العالم والدول المجاورة؟

كنا نقول للأصدقاء إذا رغبوا في زيارتنا في البريمي "تعالوا بنوديكم تتمشوا العين أو دبي"، فماذا ينقصنا نحن؟ وإلى متى سوف نستمر في ترديد كلمات مثل "الإمكانيات- الصلاحيات- الظروف- ويا أخي لا تقارنا بأحد إحنا ظروفنا غير"؟!!

يا من بأيديهم القرار ألحقوا البريمي قبل أن نسمع عبارات مثل: البريمي تستغيث أو البريمي بلا سياح، والثقة لاحدود لها في العهد الجديد لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والقادم أجمل بإذن الله، وجذوة الأمل تظل متوهجة دائمًا.