خالد بن سعد الشنفري
لا شك أن الإجابه بنعم أم لا على هذا الموضوع أعلاه صعبة ومحيرة، فهناك حياة اقتصادية موسمية تقوم أو تتوقف على هذا الفصل مثل الفنادق وبنايات الشقق المفروشة التي بناها أصحابها وأسسوها بقروض وتسهيلات بنكية كبيرة اعتمادًا على دخلها الرئيس من هذا الموسم، إضافة إلى قطاع المطاعم والخدمات وذروة النشاط التجاري عموماً التي قد عول مؤسسو معظمها على ذروة دخلهم من هذا الموسم.
من جانب آخر ما يخشى معه من خطورة سرعة انتشار فيروس كورونا في الخريف على السكان المحليين حتى مع الإغلاق، فقد أتبع معالي وزير الصحة قرار "اللجنة العليا" بإلغاء الحظر، تنبيهًا واضحًا بأنَّ الإغلاق قد يعود إذا لم يتم الالتزام وازدادت الحالات، فما بالك بتوافد أكثر من نصف مليون شخص أو يزيد على صلالة؛ أي ضعفي قاطنيها الفعليين، وعلى مدار ذروة الموسم التي تستمر لنحو 40 يومًا.
معروف لأهل صلالة ولا يخفى على زائريها- وبالذات الأطفال في هذا الفصل- انتشار الأنفلونزا والأمراض المصاحبة لها بشكل سريع وكثيف وأيضاً ما يرصده مستشفى السلطان قابوس في صلالة والعيادات الطبية بالمحافظة سنويًا في كل موسم خريف من حالات الأنفلونزا والأمراض المصاحبة لها؛ لأن صلالة خلال هذا الموسم تُحجب عنها الشمس تمامًا وتغلف بقبة من السحب الكثيفة من الجبل إلى البحر؛ أي أنَّها تُصبح بؤرة وبيئة حاضنة لهذا الفيروس اللعين، حسبما صار معروفاً عنه علمياً منذ بدايات اكتشافه.
وتوارث أهل صلالة- مثلهم مثل أي منطقة في العالم- معرفتهم بالمواسم ونجومها ويعرفون عن كل موسم ونجومه فوائده وأضراره، فكل نجم فيه على البشر والزرع والضرع فوائد ومضار، فيتخذون حيطتهم من باب السعي بالوسائل للاستفادة من المُفيد، وتجنب المضر، فكما يُقال "أهل مكة أدرى بشعابها".
ونظرًا لأنَّ التطعيم في ظفار عموماً وصلالة خاصة يمثل أقل نسبة على مستوى السلطنة وهي 20%، فهذا مؤشر لا يبشر بخير، في حال فتح القطاع السياحي خلال الخريف، وتقول الحكمة إنك إذا خُيّرت بين أمرين واحترت في الاختيار، فالجأ للخيار الأصعب على نفسك.
نتمنى من اللجنة العليا- التي لا شك أنَّ هذا الموضوع نصب أعينها- أن تعمل على رفع معدلات التطعيم باللقاح في صلالة وكل ولايات ظفار، والاطلاع على نتائج أو أي دراسات إذا وجدت حول مؤشرات الإصابة بالفيروسات عموماً في صلالة خلال فترة الخريف، والاستئناس بأهل الخبرة والرأي في المحافظة عموماً. أعرفُ أن هناك عدة حالات سكري الأطفال النوع الأول قد أصابت بعض الصغار نتيجة إصابتهم بنزلات الإنفلونزا في فصل الخريف قضت من شدتها على غدة إفراز الأنسولين في البنكرياس لديهم، وأصبح السكري مرافقًا لحياتهم لطول العمر.
أعان الله ووفق اللجنة العُليا، ونأمل منها اتخاذ القرار السليم، ضارعين إلى المولى القدير أن يزيل هذه الغمة عن أهلنا وسلطنتنا الحبيبة وسائر البلاد.