هل أستطيع قولها بدون إحساس؟

 

وداد الإسطنبولي

 

شعور جميل تترقرق العينان له لمجرد الإحساس به، وتفز الأفئدة لصدق معانيه، مستحيل أن تنسى معه ليالي وردية كانت تخلب العقل وتنعش الأنفاس، ومحال به تهمل وعودًا نقشت بين ثنايا الزوايا،… وتبقى كل تلك الذكريات رومانسية "الزمكنة" بصمة ثابتة مهما حدث من أخطاء أو سوء فهم،أو فاسق قطع علاقة الود.

من أجل هذا عندما تمر علينا صفحات جميلة في درب الحياة تتقلب جنباتها كأوراق الكتاب، نؤرخ أحداثنا، وعباراتنا، وتلك الكلمات التي سمعناها ونطمع بالمزيد في سماعها، لتتجدد فينا روح التفاؤل، فنتراجع للخلف لمصير مجهول لم نحسب له حسابا مع سكرة الجمال،لنجد مخلوقات شوكية تسلقت تسد عليك طريق الصفاء، لمجرد أن تشعر بحضن السعادة في دربك فتقطف سعادتك، فننصدم بأناس غابوا عن حياتنا ففقدنا وجودهم ولمساتهم، واحتواء جلساتهم ونأمل بلقائهم، ولكن نتهرب ونتوارى من لقاء الصدف بهم لبقاء الود؛ لأن وجوههم غابت عنا من ألسنة نار الغيرة، فوجدت الفتنة مكان لتتوسد به، فقطعت حبل الوصال المتصل، بدون سابق إنذار أو تفاهم وود، فحكمت علينا من ضمن القوائم السوداء في حياتهم... ومع هذا مازالت قلوبنا تحن إليهم، وتأمل لقائهم، وتحاول استعادة ما كان، فهناك أمل ينبت في كل شئ، فمن يتفوه بلغة الحب والود ويفهم معاني هذه الكلمات وحروفها العميقة، لن تكون المسألة سهلة ليسد الطرقات على أماكن نقاط الوصول للقلب.

فهنا أتساءل؟ إن كان الحب هو من جمع العلاقات فلماذا تجرح القلوب؟ وتبكي العيون؟ ونتناسا السبيل إلى حبل الوصال.. ونرصد الأبواب.. ونبني للظن أماكن! فنعيش في واقع مرير مكتظ بالوجع.

لماذا لا تكون قياساتنا للأمور بالغلا واللطف ونثر الورد؟!

فهل كل ما كان عواطف مُزيفة تناثرت كدقيق برحيل أصحابها!  وهل استطاعت هذه العواطف أن تزرع  دفئ الحكايات وتُسقيها في أرواحنا بالأكاذيب وزيف المشاعر؟

فماذا نفعل لننتصر على هذه الحروب النفسية؟ وماذا نفعل إن لم تقتنع ذواتنا بالبعاد؟.. فلا أريد الفرار.. فهذه حماقة، فبعدها لن نجد حلولًا سوى الهرب.

فلا أقول سوى تغيب الشمس..  ويشرق القلب بعدم نسيان ما مضى، ليبقى الأمل. ويبقى سؤال في خاطري  هل هناك من يستطيع قولها بدون إحساس؟

** الزمكنة: أي الزمان والمكان

تعليق عبر الفيس بوك