مهازل التحكيم الآسيوية

أحمد السلماني

جُبلت البشرية على الخطأ وهي غير معصومة منه، وفي عالم كرة القدم فإنَّ الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، حتى جاءت تقنية الـVAR (الفيديو) لتُعلن النهاية الحقيقية لمهازل تحكيمية عصفت بجهود منتخبات على مدى تاريخ الكرة العالمية.

وما صدر من الطاقم التحكيمي لمباراة منتخبنا الوطني وشقيقه القطري من قرارات مُعاكسة إنما هو مسلسل طويل ومستمر من المهازل التحكيمية، والممارسات المقيتة التي ينتهجها الاتحاد الآسيوي في كيله بمكيالين، ومجاملة مُنتخبات على حساب أخرى، حيث تدخل في ذلك قوى مؤثرة تتغلغل في مفاصل لجانه، وتتحكم في مسار الأمور باتجاه منتخبات بلدانها، وهذا واقع مرير تُعاني منه الاتحادات المستكينة والتي تسير على الجدار فلا تُؤثر في شيء، ولكنها أول من يتأثر بهذه الممارسات.

انتقادات واسعة نالت من حكم اللقاء السيرلانكي بيريرا، والغريب في أمر هذا الحكم تحديدًا أنَّه مُثير للجدل في كثير من المباريات التي أدارها، وما دوري أبطال آسيا عنَّا ببعيد ومع ذلك يستمر في وجوده ضمن النخبة الآسيوية ولمصلحة من؟!!، قرارات عكسية ولكن وفي حقيقة وضع المباراة فإن قرار إلغاء هدف منتخبنا الصحيح إنما جاء من الحكم المُساعد، وهنا نضع علامات استفهام كبيرة حول نوايا هذا الطاقم التحكيمي، فإما أن النوايا مُبيتة لخسارة الأحمر أو أن المباراة فوق مستواهم التحكيمي، وبالتالي تلام اللجنة المُكلفة بإسناد لقاء قمة عالٍ وهام ومفصلي لطاقم تحكيمي ضعيف والغريب أن لا تتواجد تقنية الـVAR في المباريات الكبيرة.

اتحاد الكرة لدينا تقدم باحتجاج رسمي للاتحادين القاري والدولي ضمنّه مطالب بسقف عالٍ وهذا أمر جيد، وأهمها إعادة النظر في تشكيل اللجان المُختصة بتكليف وتعيين الأطقم التحكيمية بالاتحاد الآسيوي، والأهم من ذلك متابعة ردود الاتحادين القاري والدولي، وأن لا يكون مثل هذا البيان لمجرد ذر الرماد على العيون وتهدئة الوسط الكروي العُماني الغاضب.

نعم..من حق الجماهير العُمانية الحمراء أن تغضب بعد المستوى، والعرض الفني الراقي والقوي لمنتخبنا الشاب حديث التكوين، في هذه المباراة عانى بطل آسيا من المد الهجومي العُماني، يبدو أنه البعث الجديد للكرة العُمانية بقيادته الفنية الفذة والتي ذكرتنا بالزمن الجميل للكرة العُمانية، لذا فمن المؤلم أن تذهب جهود الجهاز الفني واللاعبين هباء.

والمتتبع لتاريخ مشاركات منتخبنا الآسيوية يجد أن مسلسل الظلم التحكيمي مستمرا، ولا زلنا نتذكر مباراتنا مع سوريا في طهران العام 1991 مع الحكم المصري قدري عبد العظيم، ومباراتنا مع إيران في نهائيات 2004 مع الحكم البحريني عبد الرحمن الدلوار، ومباراتنا مع اليابان في نهائيات 2019 بأبوظبي والماليزي أميرول وختمها السيرلانكي بيريرا بالأمس  القريب، هو مسلسل طويل لا نعلم متى سيتوقف ولكن ما أدركه يقينا أننا سبب فيما يحصل لنا.

نعم، نحن مساهمون وبشكل غير مُباشر في التراجيديا التي تحصل لمنتخباتنا، حضور ضعيف لاتحاد الكرة معنا في الاتحاد القاري، إذ ما معنى وجود شخصيات عُمانية في لجانه، ولا تعمل لمصلحة منتخب بلادها في حمايته من هكذا مواقف، ثم ما الذي فعله الجهاز الإداري والفني للمنتخب في دراسة آلية التعامل مع التصفيات وخاصة المواجهة القوية مع قطر، فقد أثبتت المباراة أن اللعب والعرض القوي وحده لا يكفي لتحقيق الفوز، فهناك عوامل أخرى تفندها دراسة نقاط القوة والضعف للفريق المنافس والأجواء الأخرى المحيطة بالمباراة كدرجات الحرارة والطاقم التحكيمي، ومكان وزمن المباراة وغيرها من العوامل، فهل قام الجهاز الإداري والفني للمنتخب بذلك؟ أشك صراحة، هو درس لنا أتمنى أن نستفيد منه.

كما وأن المنتخب رحل للتصفيات وبدون إعلام رياضي مُرافق له يقف بالقرب من اللاعبين، يحفزهم ويُبرز قدراتهم ويُدافع عن المنتخب، ولا يترك لإعلام المنتخبات الأخرى الفرصة لـ"شرشحة" برانكو في المُؤتمرات الصحفية، واستخلاص ما يريد منه، وهنا دور الجهات المعنية من وزارات واتحاد اللعبة، والمؤسسات الإعلامية ولا أعلم ما الذي تقدمه لجنة الإعلام الرياضي في خدمة الرياضة العُمانية، مرة طالبتها بإصدار بيان تُدافع عن حق المنتخب جراء ظلم التحكيم أمام اليابان في كأس آسيا، فلم يرد عليَّ رئيسها.

شكرًا لمنتخبنا، جهازا فنيا ولاعبين، إن قّدر لنا ووصلنا للتصفيات النهائية لكأس العالم فسنكون رقمًا صعبًا، احفظوا هذه العبارة في "مُفضلتكم".