نعم لحرية الرأي.. لا للتخريب

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

 

يقول محمود درويش: "هناك ما هو أقسى من هذا الغياب: ألا تكون معبراً عن النصر، وألا تكون معبراً عن الهزيمة، أن تكون خارج المسرح ولا تحضر عليه إلا بوصفك موضوعا يقوم الآخرون بالتعبير عنه كما يريدون".

 

عن حرية الرأي أتحدَّث وعن موجة الغضب وعن الحنين للماضي وعن الغياب الحاضر وعن الصمت المطبق وعن البلاد الثائرة وعن ما يحدث هنا وهناك من أقصى عُمان إلى أقصاها، إنَّ الخروج من حالة السكوت إلى حالة التظاهرات السلمية لهو تعبير عن حالة ما.. وصلنا إليها بعد عدة مطالبات لم ترَ النور منذ فترة طويلة وإنني قد تحدثت في مقال سابق عن أهمية الوظيفة وأنها مطلب مهم ويجب النظر السريع إلى هذه المطالبات التي تخرج من الشعب وهي لم تأتِ عبثاً إنما بعد وقت طويل من الانتظار فقد طال الانتظار كثيراً بشكل ممل.

إنَّ عُماننا الحديثة تحت ظل القيادة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ماضية في تحقيق مطالب الباحثين عن عمل وكذلك المُسرحين منهم ونلاحظ جميعاً بين الفينة والأخرى صدور قرارات تتعلق بما تقدَّم ذكره ومن جانب آخر استهجن شعب عُمان القرارات التي صدرت مؤخرًا بشأن استحقاق المُواطنين لأراضٍ سكنية وتقييدها بالقرارات التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ولا شك أنَّ معالي وزير الإسكان المُوقر منذ توليه مهام وزارة الإسكان وهو يعلم بمُعاناة المواطنين في حصولهم على الأراضي السكنية وشرع منذ بداياته للوقوف على تلك الطلبات المتأخرة والملفات العالقة، وإنني لعلى يقين بأنَّ الوقت القادم سيحمل الكثير من البشرى لنا جميعاً سواءً فيما يتعلق بتوظيفنا لأنني أنا أيضاً باحثة عن عمل أو بما يتعلق باستحقاقنا للأراضي السكنية.

ويأتي ما حدث من خروج أبناء عُمان في مظاهرات سلمية طالتها بالتغطية والتعبير وسائل التواصل الاجتماعي تعبيرًا عن الحاجات الملحة لمن رأيناهم في تلك التجمعات وأتى التعامل مع تلك المسيرات وفق ما اقتضاه الموقف آنذاك ولعلي هنا أتساءل: هل كان ينبغي التأخر في احتواء الباحثين عن عمل وتوظيفهم وإن كانت هناك حالات توظيف تمَّت كما تم الإشارة إليها من قبل المعنيين، فما شأن هذه الأعداد التي رأيناها في المسيرات؟ لماذا لم يتم الاستفادة من قدراتهم وإمكانياتهم ومواهبهم في مؤسسات العمل الحكومية؟ ذلك لأنها هي التي بإمكانها استيعاب تلك الأعداد الهائلة التي رأيناها.

نتفق أنَّ التخطيط السليم يحقق نجاحاً يكون في البعيد المنظور متألقا ومستمرا وباقياً، لهذا نحن نعلم بأن هذا البلد يسير وفق خطط مدروسة إلا أنَّه في المقابل يجب وضع خطة طوارئ لمواقف لم تكن في الحسبان لأن تنفيذ الخطط في بلدنا يرتبط ارتباطا كبيرا بالسيولة المالية وبخزينة الدولة فالذي يجب أن يوفر له وظيفة يجب أن يدفع له مرتب وبالتالي وضع خطط بديلة سيحتوي الأزمات وسيبقي على المجتمع مستقرا وهادئاً ومنتجاً وفعالاً.

نقول قدَّر الله وما شاء فعل وأن اهتمام مولانا السلطان المعظم وحكومته الرشيدة بكل قضايا المجتمع سيُساعد على حل جميع المشاكل العالقة والمطالب الآنية، ويظل وطننا مترابطاً ومتآزراً ومتوحداً إلى الأبد بإذن المولى.

ختامًا.. أقول شكراً لأولئك المُخلصين من إخواننا حماة الحق وحراس المبادئ الذين خرجوا للحفاظ على الأمن وعلى استتبابه ورخائه وازدهاره، وستبقى عُمان أبية مصانة، يظلها الرخاء.. ويا وطني الكريم عهدٌ لك الولاء على مدى الزمان والله والأوطان والعز للسلطان، فيا رب يا قيوم احفظ لنا عُمان.