إعلام الحقيقة وزيف الاحتلال

لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذه عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني المناضل، بالتوازي مع سعيه المُشين لتهجير الفلسطينيين قسرًا من بيوتهم ومُواصلة اغتصاب الأراضي والممتلكات؛ بل تمادى في طغيانه، وقرر أن يئد الحقيقة، وأن يُكمم أفواه الصحفيين ووسائل الإعلام التي تنقل ما يحدث على أرض الواقع من مذابح وعدوان غاشم، فدمر برجًا بالكامل يضم عددًا من كبرى وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، ومنها وكالة أسوشييتد برس الإخبارية الأمريكية.

الاحتلال البغيض يُريد أن يمنع وسائل الإعلام من نقل الصورة الحقيقة، لكي يسوّق لأكاذيبه الواهية، وينشُر زيفه المفضوح، فقد دمّرت قذائف الاحتلال عدسات المصورين، وهشمت كاميراتهم، وقصفت أقلامهم، وقبل كل ذلك اعتقلت المئات على مدى السنوات الماضية؛ إذ لا ريب أنَّ القاتل لا يريد دليلاً على ارتكابه الجريمة، ويسعى ليس فقط لإخفاء معالمها، بل وترويع أي شخص أو مؤسسة من محاولة نقل ما يحدث وتصويره وبثه وإذاعته ونشره للعالم أجمع.

إنَّ الإعلام الحر المُستقِل النابض بالحقائق والناقل لها، ليرفض رفضًا قاطعًا هذا العدوان الحقير على وسائل الإعلام، وعلى المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان أن تقف موقفًا لا هوادة فيه أمام هذا الإثم العظيم الذي اقترفه الاحتلال الإسرائيلي.

تعليق عبر الفيس بوك