بشارات العيد "السعيد"

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

 

البشارة الأولى:

صدر قانون الأراضي الجديد قبل أيام من العيد!! صدر ليُثير آراء مختلفة بين المواطنين، صدر دون تهيئة، وبتوقيت غير مُناسب، وبمواد لم تراعٍ الواقع، لن أتعرض هنا إلى تفاصيل هذا القانون، فلذلك مقال آخر، ولكن ألا يُفترض في أي قانون أن يمر على مجلسي الشورى والدولة؟ وألا يفترض في الجهة المسؤولة عن تطبيق هذا القانون أن تتعامل مع الرأي العام بشكل مناسب؟ وأن يكون لديها بعض الإلمام بتوقيت تطبيق القوانين؟

أم أنَّ البعض يسارع لإصدار ما يراه فقط؛ ليثبت أن كل ما فات ومضى غير قابل للاستمرار؟ بغض النظر عن تبعات القرارات وتأثيرها على المواطن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية؟

أعتقد أنَّ هناك الكثير من النقاط التي لا إجابة محددة وواضحة عليها، ولا عزاء للمواطن.

البشارة الثانية:

لعل أحداث فلسطين جاءت لتزيد الطين بلّة على الشعب الفلسطيني، فالمزايدون على القضية الفلسطينية كثروا، والإعلام العربي فقد مصداقيته منذ زمن بعيد، منذ أن كان يتحدث عن دخول الجيوش العربية القدس، بينما كانت الجيوش على أرض الواقع تُعاني الهزائم المتتالية في حروبها المُختلفة، ولم يبقَ للمواطن العربي غير الإعلام الغربي الذي لا يأتي بغير ما تراه مصالحه، وصرنا لا نعرف حقيقة الموقف في غزة، وفي القدس، وحتى الضفة الغربية، فإسرائيل تدّعي قدرتها على التدمير، وحماس تدّعي أن لديها القدرة على التأثير، والجامعة العربية- كعادتها- تستنكر، وتشجب، والأمم المتحدة تقف مكتوفة الأيدي، والولايات المُتحدة تراهن على الوقت وقوة إسرائيل لتدمير حماس، والفلسطينيون يُستشهدون بالعشرات يومياً.. والعالم يتفرج؛ بل إنَّ بعض العرب يساندون إسرائيل ليس حبًا فيها، ولكن بغضًا في أي مشروع إسلامي يُهدد مصالحهم.

عيد أسود آخر يمر على الفلسطينيين، ورحم الله الشهداء، وألهم عائلاتهم الصبر والسلوان.

البشارة الثالثة:

مزيدٌ من الغلق يعني مزيداً من الخسائر، ومزيدا من المحاكم، ومزيداً من التسريح، ومزيدا من الباحثين عن عمل، ولعل "غرفة عمليات كورونا" استوعبت الدرس، فالسماح بالإغلاق الجزئي للمحلات التجارية يعني مزيدا من تكدس المتسوقين في ساعات الفتح، وذلك يشكل ازدحامًا خطيرًا خلال فترة محددة، ولك أن تتخيل وجود عشرات المتسوقين في محل تجاري في وقت واحد وساعات ذروة واحدة، بينما لو تُركت الأنشطة التجارية تمارس حركتها الاعتيادية لتوزع النَّاس على فترات مختلفة، ولخفَّ الزحام، وتباعدت الأجساد.

وأعتقد أنَّ اقتصادنا لم يعُد قادرًا على مزيد من الغلق، والذي ينعكس سلباً على مناحي الحياة المختلفة، ويشكل سبباً في زيادة الحالات نظرا للتكدس الذي أشرت عليه، ولعل الحل الواقعي والعملي هو في: توفير اللقاح الإلزامي لكافة الفئات، ومن ثم الالتزام المجتمعي بضرورة التباعد ولبس الكمام.. وحفظ الله الجميع من كل سوء.

وأتمنى عيدًا مليئًا بالبشارات الطيبة على الوطن والمواطن.