عائض الأحمد
الجميع يسعى ويكرس وقته وجهده من أجل أهدافه التي وضعها ويريد أن يصل إليها عاجلاً أم آجلا، لا يُمكن أن تعيش دون أن يكون لديك أو حتى تحدث نفسك بشيء من هذا.
وقد ذهب البعض إلى الإسهاب في ذلك بل وصنفها إلى "ذكية وغبية" ويمكن تحقيقها وتحديدها، والعمل عليها خلال فترة محددة فليس من المنطق أن ينتهي عمرك وأنت تسعى خلف شيء ربما لن يأتي.
يقال بأن الأهداف ليست أهم من النتائج، أعطني النتيجة، لكي اسألك ماذا كان هدفك؟
فعلى مستوى الإدارات الكبرى الجميع يضع أهدافًا، والغريب أنه تتعاقب الإدارات وتظل الأهداف صامدة، تنقلها إدارة بعد أخرى، الفرق في طريقة عرضها وأسماء الحاضرين والنتيجة لاشيء، أغلق الاجتماع في ساعته وتاريخه ومتلأت المحاضر بمناقشات وتحديات، ونظرات استهجان، وربما فصاحة بعض من حضر.
رحم الله الأوائل فلم يكن لديهم كل هذا، ولكنهم صنعوا كيانات لا تزال قائمة، دون كل هذا "التشتت" في الأفكار ورسم الخطط، التى تمتلئ بها صفحات الكتب وقاعات الاجتماعات وتنظير علماء الإدارة والاقتصاد، وفي نهاية المطاف كلمني عن النتيجة.
إذن هل تستطيع الآن أن تتوقف عن خططك وأهدافك واستراتيجيات تنفيذها، ليس لضعف القدرات أو نقص الدراسات أو لأنك لا تملك ما يملكه الغير، وإنما لأنها لا تناسب بيئتك وأخذت من منتظريك سنين، ولم تتقدم خطوة علينا الآن أن نقول أين المحصلة.
يقول صديقي الذي أخشى أن أذكر أسمه لأنه يحب أن يعيش في الظل و"يكره تخصصه" ويندب حظه دائمًا، درست في جامعات الغرب وكان هناك دكتور يقول لنا لتحقق أهدافك عليك أن تحدد نتائجها أولاً، واعلم بأن الهدف ليس له نهاية وإنما يبدأ بك ولعله ينتهي بغيرك، بمعنى عندما يستعصي عليك شيء فلاتقف وإنما ابحث في طريق آخر مع أهداف أخرى لا تجعل من أهدافك حجر عثرة لك، فتقع في الخطأ وتنتظر نتيجته ليس أكثر، ثم تبيع الوهم لنفسك وتسوقه لمن حولك بحجة الوقت، الوقت يمضي ولديك الخيار، هذا إن كنت جادا، علك تصل إلى نتيجة.
لا تضع نفسك في مقارنة فأنت لن تشبه أحدا ولم تعش بيئته، ابحث عن نفسك هنا، وانظر تحت قدميك ودعك من "اليابان وكوريا الجنوبية" أنت هنا أعمل وانظر حولك وليس العكس.
الطموح هو أن تُحقق كل أهدافك، ولكن إن تعارض مع أحدها فانشد غيره لتصل إلى مبتغاك وليس لتزيدنا حيرة وتقف منتظرا "حلم" فنصحوا جميعاً وقد سبقتنا نتائج الآخرين.
*********
ومضة:
لا تحدثني عن أفعالك أبدا سأراها وينقلها لنا غيرك.
******
يقول الأحمد:
لا شيء أجمل من أسرتك.