كرة القدم العمانية الموؤدة

 

 

وصلنا اليوم إلى حقيقة مرة وممارسة غير معهودة ولا محمودة وهي تنصّل الكثير من الاتحادات والأندية من مسؤولياتها والتحجج بجائحة كورونا

 

أحمد السلماني

حقيقة لا بُد أن يدركها كل من له علاقة بالمنظومة الرياضية في بلادنا، أن الرهان على الأندية والاتحادات الرياضة خاسر، في ظل المؤشرات الحالية للرياضة العمانية، فالأرقام تتحدث؛ إذ إن المحصلة ضئيلة جدًا ولا ترقى للهيكلة الرياضية الموجودة، ولا البنية الرياضية الأساسية، ولا مقدار الصرف الهائل من الحكومة على المساق الرياضي في الخمسة عقود المنصرمة، وبالتالي ألا يعطي كل هذا مؤشرات لفشل إدارة المنظومة الرياضية لدينا بكل مفاصلها؟

وصلنا اليوم إلى حقيقة مرة وممارسة غير معهودة ولا محمودة وهي تنصّل الكثير من الاتحادات والأندية من مسؤولياتها والتحجج بجائحة كورونا والتسابق نحو الإعلان عن تجميد الأنشطة والمسابقات وأثر ذلك المباشر على المستويات الفنية للرياضيين وبالتالي تراجع أكبر للرياضة العمانية إقليمياً وقارياً ودولياً.

ولنأخذ على سبيل المثال كرة القدم، الرياضة ذات الشعبية الجارفة بالسلطنة، فإن الاتحاد العماني لكرة القدم، الجهة المسؤولة والمناط بها إدارة منظومتها وتطويرها وضمان حضور عماني فاعل لمنتخباتها وأنديتها في المسابقات الإقليمية والقارية، قد تنصلت عن مسؤولياتها المباشرة، بأن سارعت بإلغاء دوري عمانتل ودوري الدرجة الأولى ودوري النساء لهذا الموسم، وبقرار متسرع وغير مدروس العواقب الوخيمة التي ستضر بشكل مباشر كرة القدم العمانية، وكل البناء الشامل لها على مدى خمسة عقود، وبالتواطؤ مع الأندية المستفيدة من هذا القرار في دوري عمانتل تحديدًا.

على المدى القريب، فإن شريحة واسعة من اللاعبين والفنيين والحكام سيتأثرون وقد تأثروا ماديا وفنيا بهذا القرار، فضلا عن شريحة كبيرة من الطيف الإعلامي سيتوقف عملهم لعدم وجود مسابقات. أما الخطر الأكبر فهو التأثير السلبي على المستوى الفني للاعبين وللكرة العمانية وموقعها إقليميًا وقاريًا. واليوم وفي ظل هذا الاتحاد المشلول فكريًا فإنَّ المحصلة وأد المواهب والفئات السنية بإلغاء مسابقاتها، وتسريح منتخبي الناشئين والشباب دونما إيجاد بدائل، علاوة على روزنامة مسابقات غير منتظمة، وغياب أنديتنا آسيويًا، وبالتالي انتظار عقوبات الاتحاد الآسيوي، ونزاعات وقضايا مع الأندية في المحاكم المحلية والدولية، فضلا عن منظومة كروية هشة لا تستطيع التعامل مع المتغيرات الطارئة.

ثم يأتي أحدهم ليصرح من داخل أروقة الاتحاد ويقول: "نسبة وصولنا إلى كأس العالم 7/ 10، ويثني على كلامه مدرب المنتخب ويقول: سقف طموحاتنا عالٍ نحو الوصول لكأس العالم!!

الحقيقة أنكم قتلتم الأحلام والطموحات؛ فالشاعر أحمد شوقي يقول "وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا".

مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجمعيات العمومية في صيف الانتخابات بتحمل مسؤولياتها لضمان حضور قيادات وأعضاء مجالس إدارات واعية بالأندية، والأخيرة بدورها تجلب لنا قيادات وأعضاء مجالس إدارات جريئة وبفكر وقّاد نحو تطوير القدرة التنافسية للرياضة العمانية.. عدا ذلك فلننتظر المزيد من خيبات الأمل ولكن بعض الخسارة.. ربح من حيث لا ندري!