مواطن "متشائل"

 

مسعود الحمداني

(1)

يبدو أنَّ هناك سوءَ فهم بين الحكومة والمواطن.. الحكومة تحاول الخروج من أزمتها المالية بأي طريقة، والمواطن يحاول أن يفهم ما يدور من حوله.

وهناك حلقة مفرغة بين الطرفين.. من يتفهم الآخر؟ ومن يتحمل التكلفة الاجتماعية والمالية لهذا الوضع؟!

(2)

المواطن بين تفاؤل بالمستقبل، وبين تشاؤم من الإجراءات الحالية.. أتمنى أن تكون هناك شفافية ووضوح أكثر لوضع المواطن في حقيقة ما يحدث، ليقتنع بما يضحي من أجله.. فذلك أضعف الإيمان.

(3)

أصبح الناس في صراع مع المبادئ نفسها: هل يصدقون الواقع، أم الدعوات لـ"محاربة" ظاهرة التسوّل؟

(4)

حين نرى عجائز، وفتيات، وشبابا يفترشون الأرض لتوفير لقمة العيش نتساءل: من الذي أوصلهم لهذه الحال؟ وما هو دور الدولة لإنقاذ ماء وجوه هؤلاء المواطنين؟

(5)

المواطن العماني لا يحتاج للصدقات ولا الهبات ولا المساعدات.. هو يحتاج لتوفير فرص العمل ليعيش، ويكبر معه الوطن.

(6)

في كثيرٍ من البيوت شباب دون عمل.. طاقات معطلة، وكفاءات مهدورة.. والزمن يمضي، والوطن يخسر الكثير.

(7)

أعتقد أنه حان الوقت لإنشاء شركات إنتاجية تشرف عليها، وتمولها الحكومة، ويعمل فيها المواطن العماني.. يعني "قطاع خاص حكومي".

ضعوا ثقتكم الحقيقية في الشباب، طبِّقوا الشعارات التي تملأ كتب الدراسة.

(8)

هل نظرت الإستراتيجية المالية والخطط التي تحاول سد عجز الميزانية من جيب المواطن إلى الآثار الاجتماعية التي ستتركها هذه الإجراءات على المدى البعيد؟

(9)

ليس كل ما يتم تدريسه في الجامعات قابلا للتطبيق على أرض الواقع. لذلك؛ فالخوف من تحويل الوطن لحقل تجارب لنظريات أكاديمية غير قابلة للتنفيذ.

(10)

ليس التحدي في التفنن بصنع واختراع الضرائب، وجباية المال.. التحدي الحقيقي هو في إيجاد طريقة جادة لاستثمار طاقات الشباب قبل أن نفقدها.

هذا هو المستقبل الحقيقي.