ضمن سلسلة المشاريع البحثية التي ينفذها مركز الدراسات العمانية

جامعة السلطان قابوس تبدأ دراسة "لغة الهوبيوت" بمشاركة باحث من "السوربون"

مسقط - الرؤية

ضمن سلسلة المشاريع البحثية التي يُنفذها مركز الدراسات العمانية للعام 2021، بدأ مشروع دراسة لغة الهوبيوت في محافظة ظفار إحدى لغات جنوب شبه الجزيرة العربية، والذي يعمل عليه باحث من جامعة السوربون الفرنسية، ويستضيفه مركز الدراسات العمانية ضمن توجهات المركز لاستقطاب الخبراء من داخل السلطنة وخارجها.

ويشكل هذا المشروع جزءًا من مشروع علمي واسع أطلق عليه "الماس"، تحت إشراف المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية، وبالتعاون مع مركز الدراسات العمانية بالجامعة، والذي يهدف لدراسة لغات جنوب شبه الجزيرة العربية، إذ تعد لغة الهوبيوت من اللغات التي ينحصر انتشارها في منقطة حدودية ضيقة بين سلطنة عمان والجمهورية اليمنية، وعلى الرغم من أهميتها اللغوية في سياق مجموعة لغات جنوب شبه الجزيرة العربية كاللغة الشحرية، الجبالية، المهرية، الحرسوسية، والبطحرية، إلا أنَّ هذه اللغة لم تلقَ اهتمامًا كبيرًا من قبل الباحثين ولم يتم تدوينها بعد. إضافة إلى قلة المتحدثين بها شفهيا دون كتابتها، وهو ما جعلها ضمن اللغات المهددة بالانقراض حسب ما ورد في أطلس اليونسكو للغات العالم المهددة بالاندثار (نسخة 2010).

وجاءت فكرة هذا المشروع ليشكل دراسة لغويّة شاملة على المستوى الصوتي والصرفي والتركيبي للهوبيوت، بمقاربة موضوعيّة ومنهج علميّ، يسعى إلى الإضافة والدقّة. من خلال المدخل اللغوي وتركيبة لغة الهوبيوت من أجل فك ألغاز نحوية لم تُفهم بعد في مجموعة اللّغات الجنوبيّة خاصّة واللّغات السامية عامة، ولا يمكن الوصول إليها إلاّ بالبحث الميداني المكثّف.

إذ يتم الاعتماد خلال البحث على المقابلات والاستماع إلى النّاس في حياتهم اليوميّة الخاصّة والعامة. وذلك بالتزامن مع جمع مادّة بحثيّة متنوّعة بلغة الهوبيوت من أشعار وقصص شعبيّة وروايات عن العادات والتقاليد والصيد والزراعة.

وأكد الدكتور أحمد الربعاني مدير مركز الدراسات العمانية أهمية هذا المشروع كإضافة نوعية في مجال الدراسات التي تعنى بالتراث الثقافي العماني؛ إذ تفتقر المكتبة العمانية والعربية والعالمية لمثل هذه الدراسات التي تستدعي توجيه الباحثين من داخل السلطنة وخارجها للاهتمام بدراسة هذه اللغة لما تمثله من قيمة علمية وفكرية ووطنية. ودعا كافة الجهات والمهتمين بهذه اللغة للمشاركة في إنجاح هذا المشروع الذي يتكامل مع مشروع آخر نفذه مركز الدراسات العمانية تمثل في إصدار معجم لسان ظفار الحميري المعاصر دراسة معجمية مقارنة.

تعليق عبر الفيس بوك