النساء في قرية واد

 

سعاد بنت سرور البلوشية

النساء والفتيات على اختلاف الأعمار والمستويات التعليمية والاجتماعية، إحدى أهم أولويات جوانب التطوير في قرية واد، التابعة لوادي منقال بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، والمدرجة ضمن قائمة القرى الصحية في السلطنة.

فجهود المضي لتمكين المرأة في مختلف النواحي وعلى رأسها الاقتصادية، واستمرار توفير الممكنات التي من شأنها دعم القدرات والكفاءات لتنفيذ الخطط والبرامج المرتبطة بقضايا المرأة والطفل، ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات المتعلقة بزيادة مشاركة المرأة وتفاعلها في بناء منظومة متكاملة ذات مقومات عالية، مستمرة دون كلل أو ملل.

والزائر لهذه القرية -الواقعة على بُعد 50 كيلومترا من مركز المدينة بولاية صور- حيث الطريق المُعبد الذي تم رصفه نهاية عام 2017م حتى مدخل القرية، ومن الوهلة الأولى، يمكنه مشاهدة حجم المنجزات والإضافات التي حققتها المرأة على أرض قرية واد، والتوافق بين مختلف الأولويات ذات الصلة بمبادرات المرأة وغيرها مما يلامس اهتمامات المواطنين هناك؛ حيث الجميع يسعى -خاصة المرأة- لتبني توجهات مستقبلية تنموية مستدامة، تضمن تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والصحي.

ويعكسُ مستوى التشارك والتشاور الذي يتميز به أهالي القرية، في التخطيط الإستراتيجي الجماعي لبلورة الموضوعات تبعاً لمتطلبات المواطنين، وفقاً للبيانات والمعلومات التي تمتلكها القرية في مركز المعلومات الخاص بها، التزاماً وإرادة حقيقية نحو النهوض بالقرية بشكلٍ عام والمرأة والطفل بشكل خاص.

وعلى الرغم من وجود الكثير من التحديات التي تواجه آلية عمل اللجان المعنية بتطوير القرية في جميع المجالات، إلا أنَّ التميز الملحوظ على مستوى التخطيط والمنهجية المعمول بها، يؤكد ضرورة دعم أبناء هذه القرية وتشجيعهم من كافة النواحي، لا سيما وأنَّ القرية تحقق تقدماً لدى الجهات المختصة بمتابعة معايير ومواصفات القرى الصحية.

... إنَّ استهداف قدرات النساء والفتيات في هذه القرية وغيرها من القرى في السلطنة، سيُسهم على المدى القريب والبعيد، في تحقيق التنويع الاقتصادي وتزويد السوق بمؤسسات ناشئة وشركات صغيرة ومتوسطة في مجالات مختلفة؛ ففي قرية واد تجد 3 أنشطة رئيسية تقوم بها المرأة ذات سن 45 عاماً وما فوق، وهي بيع المنتجات الزراعية التجميلية المعروفة في القرية؛ مثل: الحناء والسدر والورس والياس، ومزاولة الحرف التقليدية المتوارثة؛ مثل: خياطة الملابس الصورية للمرأة كمصدر للدخل، كما تقوم ضمن أعمالها الروتينية اليومية بممارسة نشاط الزراعة بصورة عامة كجلب الحشائش والبرسيم للماشية والحيوانات التي يتم تربيتها في كل بيت.

أمَّا الفتيات في قرية واد، فلديهن أنشطة معززة للدخل بالاعتماد على مهاراتهن الشخصية، مثل خياطة الكمة العُمانية بخاصية العقدة نظراً لسهولة إتقانها، والخياطة بالكروشيه كبديل للدانتيل، ونقش الحناء وصناعة بعض المواد الغذائية في المنازل كالزبادي واللبنة والمربيات والمخللات والتوابل والسمن العُماني، وفيها تمكنت من بناء سمعة وتحقيق نسبة عالية من المبيعات داخل القرية وخارجها لدى القرى المجاورة، لمنتجات قائمة على الموارد الطبيعية المتوافرة في القرية.

وبالتالي؛ فإنَّ إطلاق برامج تعليمية وتأهيلية لتعزيز أبناء القرى التي تواجه محدودية في فرص الحصول على الموارد والخدمات كقرية واد، ضرورة تنسجم مع الأولويات الوطنية وأهداف رؤية "عُمان 2040" في تفعيل دور المحافظات، بالتركيز على حاجة النساء والفتيات للدورات والبرامج المتخصصة في تطويرها وصقل إمكانيتها، من خلال التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني: الحكومية والخاصة والأهلية للتعليم والتدريب المهني، والتأكيد على دورها الفعال للمساهمة في مشاريع التنمية الاقتصادية بالتشبيك والتواصل مع المؤسسات المحلية في محيطها لتوفير الخدمات والتسهيلات والتمويل المالي اللازم الذي التي تحتاجه.

تعليق عبر الفيس بوك