ملاك المواشي ورفع أسعار الأعلاف

سالم بن نجيم بن محمد البادي

يُعاني ملاك المواشي أزمة صامتة بعد رفع أسعار الأعلاف فجأة، ولعلَّ شركات إنتاج العلف أصيبت بعدوى ارتفاع الأسعار والضرائب، وحجتها الجاهزة ارتفاع أسعار المواد الأوَّلية التي يصنع منها العلف.

هذا الارتفاع في الأسعار ضاعف من معاناة مُلَّاك المواشي مع شح الأمطار والقحط الذي أصاب المراعي، وتضاعفت الخسائر التي يتكبدها هؤلاء، وشعورهم بأنْ لا أحدَ يهتم بشؤونهم مع أهمية هذا القطاع للاقتصاد الوطني ولأصحاب المواشي: ماديًّا، ومعنويًّا. وقد توارثوا مهنة تربية الأغنام والجمال والأبقار، وكما قال أحدهم حين سُئِل: لماذا لا يتخلَّى عن تربية المواشي مع التكلفة المادية العالية: "مُخلفات علينا، ومنها رزقنا وهي عندنا مثل الأولاد أو فرد من أفراد الأسرة، ونربيها بحب وشغف". وهنا لا نملك إلا التعاطف مع أمثال هذا من ملاك المواشي.

هل يوجد إحصاء دقيق لأعداد المواشي في السلطنة؟ هل يوجد دور للجهات المختصة في الدولة لدعم أصحاب المواشي؟ لماذا لا يتم دعم بعض الأعلاف؟ وهل توجد رقابة على أسعار العلف؟ حين يصل سعر ربطة الحشيش اليابس في الشتاء إلى ريالين، والسبب أنه بطيء النمو في البرد، وكان يُمكن التوسُّع في زراعته في الصيف بكميات كبيرة، ثم تخزينه، وإيجاد الحلول المناسبة لتقنين استهلاك الماء أثناء الري.

"القت".. أسعاره مرتفعة على الدوام، ويكون نادرا في بعض الولايات، ويتم بيع القت خارج السلطنة، بينما تستورد كميات كبيرة منه من دول أخرى مثل الولايات الأمريكية المتحدة والسودان، وكذلك يتم استيراد كميات هائلة من الأعلاف؛ مثل السبوس والعلف والشعير من دولة الإمارات، وتكون أسعار الأعلاف المستوردة أقل من أسعار الأعلاف المنتجة في السلطنة.

لماذا لا يتم الاستثمار في مصانع إنتاج الأعلاف على نطاق واسع حتى يتحقَّق الاكتفاء الذاتي؟ على أن تكون أسعار الأعلاف المنتجة محليًّا أقل من أسعار العلف المستورد؟

لدينا أراض يمكن استغلالها في زراعة العلف؛ مثل ساحل الباطنة، عِوَضًا عن تأجير المزراع للوافدين الذين يعيثون في الأرض فسادا وتخريبا بالري غير المنضبط، والإسراف في استخدام الأسمدة المضرة، هذه الممارسات تؤدي للملوحة وإنهاك الأرض الزراعية.

وأرض النجد التي يُمكن زراعتها بالأعلاف الحيوانية، واستخدام مخلفات القمح كعلف للحيوانات، إذا علمنا أنه حتى التبن يتم استيراده من خارج السلطنة.

يُوجد خلل في العناية بالثروة الحيوانية، ويتمنَّى ملاك المواشي إيجاد حلول مناسبة لمعاناتهم المستمرة والمعقدة والمسكوت عنها، ونحن نحلم بأنْ تكون لدينا وفرة من اللحوم والألبان المحلية في الأسواق؛ عِوَضًا عن اللحوم المستوردة من شتى أنحاء العالم، على أن تكون الأسعار معقولة. ويأمل ملاك المواشي أن تتراجع شركات إنتاج الأعلاف الحيوانية عن رفع الأسعار في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وحتى لا يضطروا لشراء الأعلاف من أسواق الدول المجاورة.