قصاصات منسية

 

عائض الأحمد

تطايرت وتناثرت ثم ذهبت أدراج الرياح تسابق الغيوم وتحملها العيون فقط وتتبعها حاسرة متأسفة بنظرات يكسوها ألم الوحدة ورجفة طفل يرتعد من خوف فقدان معتاد عليه، الحياة ليست عادلة ولن تكون كذلك أبدًا فإن لم يكن البشر صانعي العثرات، فأقدار نساق لها دون أن نعلم. 

ظاهرها جميل وباطنها يحمل لنا الأسى والألم وفقدان الأحبة وضياع الأمل، فيأس وسواد وكأنَّ السماء لم تكن زرقاء زاهية فقد اكتست الظلمة وظل "عادل" ينشد تلك الفتاة في أحلامه فقط، ويحمل قلبه على كفيه باحثاً تارة وشوقا أيام أخر، فيأتيه نذير شؤم عادت من حيث أتت وإلى جوار ربها سكنت فماذا أنت فاعل بقلبك وأي حياة بعدها أيها العاشق النقي.

 

نامت عيناه حزناً وابيضَّ شعره أسى وقضى ساعاته سنوات، كلما سأله أحدهم ماذا!!!! كان رده بل إلى أين ومتى، لم يعد هناك من أو كيف فقد اهترى بابي وأغلق على ما بداخله.

 

 لو كان العمر يوماً فقط لعشته بكل تفاصيله سأرقص وأغني وأضيء الشموع ولي فيما خلق عبرة ومتعة يعيشها هنا وهناك هانئا لا يتجاوز عمره أن مضى به الفرح أسبوع.

ليست بتلك السرمدية أيها الفتى هي لحظات تشبه حضورك في ساحة نزال يهزم فيها خصمك قبل أن تطأ قدماه الأرض، فيعقبه آخر ثم يأتي آخرون وتظل أنت الصامد هي لحظات تشبه نهاية أحدهم على يدي من رهن ماله وعمره تحت قدمي من عشقها وهام بها، ثم أنتظر إلى أن فقدها قبل أن يلمسها.

الأجساد تفنى وتدفن بالثرى والأرواح تُعانق الثريا وتصعد للسماء، من وجد منكم روحاً هائمة في طريق يوماً؟

 من شاهدها يدلنا عليها، ليس كل العشاق "عادل" ولن تأتي الأقدار بمثلهم، فمازال حديثاً ترويه السماء وتعانقه أرواح طاهرة في كل مرة تقول فقدتك ثم عدت ثم رحلت دون أن تقول لي وداعاً.

 

تمرر تسألها في حين غـِرّة

أي بؤس وضنك وشظف تدعونا له أليس أحق بك أن تقول أين صحة مجتمعي وتعليمه ولقمة عيشه أين إرادته وقدرته أين يذهب صوته أي حديث يلجمه في العلن ويقوله في سره بين أبنائه وحفظته.

قبل كل هذا أي شعور يمس محياك فهو كل هذا الشغف وأكثر. 

الكل مرتبط بجزء ينسج من خلاله حكايته ويرسم لوحته ويختار بأي لون يظهرها، هذه لوحتي أقبليها كما هي وإن أشكل عليك فهمها فألقي بها في سلة أفكارك علها تفيدك في يوم آخر . 

القصاصات حكايات متفرقة جمعتها في فصل وقدمتها في مشاهد متعددة لك فيها ما تشائين ولغيرك مايرفض.

  

 

ومضة:

لو ركزت كثيراً فلن تشاهد أبعد من أرنبة أنفك.

 

يقول الأحمد:

أتيتها أسابق الخطى

متلهفا

فأشاحت بوجهها

ثم استدارت

ورحلت

 فلم يغمض لي جفن

ولم أهنأ بعيش بعدها.