بين شعارات التبسيط ورحى التعقيد!

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

(1)

"الشفافية"، "تبسيط الإجراءات"، "التحوّل الإلكتروني"، "الحوكمة"..شعارات يرفعها المسؤولون منذ سنوات..ولكن إلى الآن لم نلمسها على أرض الواقع.. طبّقوا هذه "الشعارات" البراقة بدلا من تسويقها للاستهلاك..حوّلوها إلى منهج عمل..ليشعر المواطن بالتغيير، والتغيّر.

(2)

حين يكون "تحديد موعد" لمقابلة موظف أو دائرة لتخليص معاملة إسكانية، عن طريق "مكاتب سند" وبمبلغ يُدفع لهذه المكاتب..فعن أي تبسيط للإجراءات نتحدث؟!!..وهل أصبح تقديم المواعيد في الوزارات الحكومية بثمن؟!!..

(3)

حين تذهب لتخليص إجراءت مُعاملة ما في وزارة خدمية، ثم تُفاجأ- وقد لا تُفاجأ لكثرة ما يحدث- بعبارة "النظام عطلان"، وتتعطل مصالحك..فعين أي تحوّل إلكتروني نتحدث؟!!..ومن يعوّض المراجعين وأصحاب الأعمال عن الضرر الذي قد يقع عليهم بسبب "النظام"؟!!

(4)

حين تتحايل بعض الشركات الكبيرة على القانون باسم القانون نفسه، بحجة متطلبات العمل، وتضغط على موظفيها العمانيين بشكل مباشر أو غير مباشر لتقديم استقالاتهم، لاستبدالهم بآخرين تحت بند رواتب الـ350 ريالاً الجديد.. فعن أي رقابة أو تعمين نتحدث؟!

(5)

حين تطلب بعض الوزارات من مراجعيها تقديم معاملاتهم من خلال مكاتب البريد، ثم لا تتولى هذه المكاتب عملية تسلّم وتسليم المعاملة بالمثل- بعد إنجازها- للمراجع، بل إن عليه مراجعة الوزارة المعنية لاستلام معاملته.. فما فائدة مكاتب البريد؟ ولماذا يقتصر دورها على مجرد استلام المبالغ وأوراق المعاملة بدلاً من تفعيل العملية بالاستلام والتسليم؟!

(6)

البعض يطبّق مقولة "القناعة كنز لا يفنى" بشكل تلقائي.. فبعد أن كان الموظفون يطالبون بالترقيات، رضوا بما هم عليه في الجدول الوظيفي الجديد!!

وبعد أن كانوا يطالبون بمساواتهم بصناديق التقاعد ذوات المميزات والمكافآت الأفضل.. رضوا بصندوق الحوافز الأدنى!!

وبعد أن كان الجامعيون يبحثون عن رواتب وميزات أفضل في القطاع الخاص اقتنعوا بأيِّ راتب يمكن أن يحصلوا عليه، من باب الرضوخ للأمر الواقع!!

(7)

الشعارات دون تطبيق لا تصنع وطناً.. بل تصنع مزيدا من المطبّلين، والمزايدين على "مزادات" الوطنية.