في غَيابة الجبِّ

ناصر العبري

في وقت تداخلت فيه الأزمة الاقتصادية العالمية و"كورونا"، كزلزاليْن عصفا بالاقتصاد العالمي؛ وجعلا حكومات العالم تتخذ خُطوات احترازية صعبة، أثرت على بعض القطاعات، يبقى ضروريًّا اتخاذ إجراءات وقائية لحماية اقتصاداتها.

ونحنُ في السلطنة -ولله الحمد- منذ أن عُرفت عُمان على خارطة العالم، سفينتنا تُبحر بحكمة ودراسة، وكم من الأزمات التي مرت بها البلاد عبرتها بتوفيق من الله وحكمة وحنكة حكومتنا الرشيدة التي تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل، للحد من تداعيات هذه الأزمات؛ ولتكفي عُمان شر نعيق بعض الغربان من خلف الحدود، والتي لم ولن تلقى صدى في الشارع العماني، فهؤلاء مجرد ذباب، ومصير الذباب الهلاك.

نُطالع ونتابع منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصا "تويتر"؛ الذي تكثر فيه خلايا تلك الذباب ونعرف وكرها، لكن ثقافتنا وعاداتنا الأصيلة تحتم علينا أن نترفع عن الرد بحكم أنها ذباب لا أكثر؛ ولكن حين تكون الإساءة للشعب العماني الأصيل فلن نقف مكفوفي الأيدي؛ بل نقول لهم "عليكم بفحص الحمض النووي لأنفسكم، وستجدون أصلكم ونسبكم في النتيجة، أبناء الإمبراطورية العمانية يشهد لهم العالم بأسره أنهم أعزاء أوفياء، ولولاهم لكُنتم في غيابة الجب".

يجب عدم انتقاد العمل أيًّا كان نوعه وطبيعته طالما أنه يخدم صاحبه ومجتمعه، فهو عبادة وترفع عن سؤال الآخرين، وعرف عن الشعب العماني أنه مكافح ومرفوع الهامة عزيز النفس، يبتكر ويعمل ويخدم وطنه. هناك من الأصوات التي تنتقد بيع منتوجات الأسر المنتجة على ضفاف الطرق والأماكن العامة، وهؤلاء نقول لهم بيع هذه المنتجات يخدم المواطن والمقيم وعابر الطريق والزائر وهي نوع من الاعتماد على النفس.

... أقول لكم يا من تنتقدون بيع هذه المنتجات إنَّ هذه المشاريع الشابة أعمالٌ شريفة تحظى بإقبال كبير من قبل المجتمع، وتحقق العائد المادي الذي يلبي احيتاجات الشباب المادية، حتى يأذن الله لهم بفرصة عمل مستقرة ودائمة. لكن أنتم تعتمدون على الغير حتى في تربية أجيالكم، والنتيجة تتضح في ثقافتكم التي ينطبق عليها تقليد الأعمى، أنتم لا تعلمون ما يجري في محيطكم، فقط تعتمدون على الأجنبي في كل شيء حولكم.