الأربع العجاف بالكرة العمانية!!

 

أحمد السلماني

أربع سنوات ويزيد انقضت من عمر الاتحاد الحالي لكُرة القدم، لها ما لها وعليها كذلك، مرحلة مهمة من عمر مسيرة الكرة العُمانية بتاريخها المُعاصر الممتد لخمسة عقود، ولكنها ليست محور الطرح بهذا المقال، إنما التنبؤ للأربع سنوات العجاف القادمة والذي لا أتمنى أن يصدق، ولكن النظريات والمُؤشرات وواقع الحال ينبئ باليقين أنَّ الكرة العُمانية مُقبلة على حقبة صعبة وتراجع مريع، إن لم يتم تدارك الأمور عطفًا على حالة الفوضى التي سادت مفاصلها في السنوات الأخيرة وخاصة العام 2020"عام الكورونا" بعد أن ظهرت مؤسساتنا الرياضية عاجزة عن السيطرة على دورة عملها، كما وأنها لم تكن جاهزة للتعامل مع الأزمات بعد أن أصاب الشلل برامجها ومُسابقاتها، وللحق فإنَّ الأزمة غير معهودة وبالتالي كان تأثيرها مباشرا على المؤسسات الرياضية والأفراد من رياضيين وفنيين وإداريين بعد أن استسلمنا وتجمّد كل شيء.

واليوم عُدنا متأخرين وبحذر وبثلاث مسابقات، الكأس والدوري (19 جولة فقط) ودوري الأولى، وغالبية أنديتنا لم تكن جاهزة بل إنها سعت لتأجيلها كما هو الحال في بطولات الفئات السنية، وأكمل المنتخب الوطني الأول عاماً كاملاً دون تجمّع بذرائع شتى لم تقنع الوسط الرياضي، فيما كانت هناك تجمعات نادرة للمنتخب الوطني للشباب ومنتخب الصالات والشاطئية، وهذا على حساب الحضور البدني والفني والذهني للاعب.

وهنا لا أملك إلا أن أترك المجال للمتخصصين في تفنيد مدى تأثير كل ما سبق على مُستقبل كرة القدم العُمانية وخاصة المنتخب الأول الذي تنتظره استحقاقات مهمة ستفضي عن حقيقة مستواه الفني في أوَّل ظهور له، كلنا يتذكّر المستوى الفني العالي لمنتخب "الجيل الذهبي" الذي وفي يوم ما من زمن ما جميل أجبر "القوى الكروية العظمى" في القارة الآسيوية على أن تلعب بحذر معه وبخطط دفاعية لأن هذا الجيل تم بناؤه على أسس صحيحة وتمَّ الزج به في أغلب البطولات حتى وصلوا إلى أعلى درجات الجاهزية البدنية والفنية والذهنية، فكيف الحال بمنتخب جامد لأكثر من عام؟!

الاتحاد الحالي جرّب كل شيء في دورته، إلا أن الظروف لم تخدمه كثيرًا، ولا زلت أتذكر رؤيته في الاهتمام بالمنتخب الأول، بمعنى بدأ بالقمة وتغافل عن القاعدة، وهنا عمل كبير ومسؤولية عظمى تنتظر اتحاد الكرة القادم في إعادة صياغة إستراتيجية لعمل منظم أساسه الاهتمام بالقاعدة والفئات السنية لبناء منتخبات قوية بقدرة تنافسية عالية وحتى يتحقق ذلك علينا أن نضع في الحسبان ونتوقع مستقبلا غامضا لمنتخباتنا وأنديتنا في قادم السنوات إلا إذا فكرنا بحلول عاجلة ومنها كمقترح وجود فريق فني بقيادة الخبير الفني بالاتحاد ومدرب المنتخب الأول ومدرب منتخب الأولمبي تتفرع منه فرق فنية بالمجمعات الرياضية وهؤلاء على تماس مُباشر بالأندية لانتقاء أفضل العناصر فعلياً مع امتناع الواسطة والتوصية والتربيطات لنخرج بخلاصة "صفوة الصفوة" من الفئات السنية بكامل مراحلها حتى نتمكن من مُقارعة بقية منتخبات الإقليم والقارة في قادم السنوات، وتمويل مشروع كهذا مُمكن جداً إذا ما علمنا أنَّ مصروفات اتحاد الكرة تقلصت مع إلغاء بعض المسابقات ودمج أندية الثانية مع الأولى وتقليص جولات الدوري.