قريتنا.. إلى أي ولاية تنتمي؟!

حمود بن علي الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

قرية المارات الجبلية الوادعة في أحضان جبل شمس، وتطلُّ شامخةً على ولاية الرستاق، وترسل إلى الرستاق منبعَ أودية تصل إلى قرية يقا، حاملةً معها أعذب مياهها وتقف ناظرة إلى ولايتها أن تمدَّها بخدمات، إلا أن الرستاق أدارت ظهرها، وقد تثاقل مسؤولوها عن الوصول إلى المارات، بحجة بُعد القرية، وقالت للقرية "ابحثي عن ولاية تخدمك، فنحن لن نستطيع الوصول إليك".

احتارتْ في أمرِها؟! إلى أي ولاية تنتمي إداريًّا؟

على الرغم من تمسُّك أهلها بتقديم خدماتهم إلى مؤسسات الرستاق الحكومية، لكنها لا تحظَى بأي متابعة من مسؤولي الولاية. وحتى أعضاء مجلس الشوري أو أعضاء المجلس البلدي لا يتذكرونها إلا قبيل الاستحقاق الانتخابي، طلبا لأصوات مواطنيها.. عدا ذلك، فهي منسيَّة.

القرى المجاورة لقرية المارات، حَظِيت بخدمات حكومية؛ فمثلا قرية السراه التابعة لولاية عبري حظيت بخدمة الاتصالات وبناء مدرسة قرى دار السودة ودار العقور التي لا تبعد عن المارات سوى أربعة كيلو مترات، حظيت بتوصيل خط المياه والكهرباء والاتصالات.

قرية المارات طالب أهلُها الحكومةَ بتوفير الخدمات عبر وسائل مختلفة؛ منها رسائل طلبات إلى سعادة المحافظ والوالي، وحتى وزيري النقل والاتصالات و"البلديات" وقتها، فضلًا عن المقالات التي كتبت في جريدة "الرؤية". ولكن الرد يأتي سلبيا ويشعُر الأهالي بالإحباط من عدم الاهتمام بقريتهم من قبل مسؤولي الولاية، بدءا من محافظ جنوب الباطنة وانتهاء بدائرة النقل والاتصالات.

ويطالب الأهالي بضرورة شق طريق من قريتهم حتى قرية القبيل بولاية الرستاق، وكذلك إيصال شبكة المياه، وشبكة اتصالات، ومركز صحي، وتوصيل الكهرباء إلى المنازل التي لم تصلها في القرية، وتخطيط القرية إسكانيًّا، وتقديم خدمات دائرة الزراعة والثروة الحيوانية.

ما جعلني أكتب هذا المقال هو رد الشركة المنفِّذة لمد القرى المجاورة لقرية المارات بشبكة المياه؛ حيث أفادت الشركة بعدم إيصال المياه إلى المارات؛ حيث إنَّ القرية تابعة لمحافظة جنوب الباطنة، والقرى التي وصلتها شبكة المياه هي قرى تابعة لولاية الحمراء بمحافظة الداخلية.

هذا الرد جعلنَا نبحث عن إجابة لسؤال: إلى أي ولاية تتبع قريتنا حتى تحظى بخدمات أصبح أهلها بأمسِّ الحاجة لها؟!

لماذا يا ولايتي العزيزة يخذُل مسؤولوكِ هذه القرية التي كان من الممكن أن تصبح ضمن قراكِ السياحية التي يقصدها السياح، ويعج سوقك بمنتجاتها الجبلية كالرمان والخوخ والمشمش والثوم العماني، وسائر المنتجات الأخرى؟

... إنَّ مواطني القرية يأملون أن يُشكل سعادة محافظ جنوب الباطنة لجنة برئاسة سعادة والي الرستاق، وتضم مسؤولي الخدمات بالولاية، لزيارة القرية والوقوف على احتياجات المواطنين، ورفعها للجهات المعنية؛ فالحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -يحفظه الله ويرعاه- تعمل جاهدة على تقديم الخدمات للمواطنين في كل أرجاء عمان من أقصاها إلى أقصاها.. فهل تتحقق الآمال؟!