◄ "مدائن 2040" تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية "عمان 2040"
◄ "مدائن 2040" تهدف إلى تعزيز التنافسية وجذب الاستثمار الأجنبي وتوطين المشروعات وزيادة الصادرات
◄ 3.3 مليار ريال إجمالي الاستثمارات المُوطّنة في 10 سنوات
◄ "مدائن 2040" تستهدف تنفيذ 42 برنامجاً و384 مشروعاً تنموياً
◄ 40 ألف فرصة عمل في "مدائن" خلال العقد المنصرم
◄ 21 ألف مواطن من بين 62 ألف عامل في مدائن بنهاية 2020
◄ إنشاء مدن أعمال جديدة في 5 مواقع.. ومجمعات صناعية متخصصة في جميع المدن
◄ إنشاء مدينة صحار للسيارات "موتكار" على مساحة 983 ألف متر مربع
◄ تنفيذ مشروع "نافذ عمان" باستثمار يبلغ 10 ملايين ريال
◄ افتتاح مشروع "مسار" في جميع المدن الصناعية خلال العام الجاري
الرؤية- أحمد الجهوري
تصوير/ راشد الكندي
أزاحت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" الستار عن رؤيتها المستقبلية "مدائن 2040"، في حفل أقيم، مساء الثلاثاء، تحت رعاية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وتسعى مدائن من خلال هذه الرؤية إلى إيجاد مدن أعمال بهوية عمانية وبمقاييس عالمية، وأن تكون الذراع الحكومي المعزّز للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة عبر الشراكة مع القطاع الخاص، وتطوير وتشغيل مدن أعمال متكاملة الخدمات، وذات سرعة استجابة للمتغيرات، وتعتمد على أفضل الحلول والتقنيات لتلبية متطلبات الأعمال مع مراعاة المعايير البيئية.
تعزيز التنافسية
وقال سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، رئيس مجلس إدارة "مدائن"، إنه العمل على إعداد رؤية "مدائن 2040" يأتي تنفيذا لتوجيهات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والتي تقضي بقيام جميع الوحدات والمؤسسات والأجهزة الحكومية بإعداد استراتيجياتها طويلة الأمد وموائمة خططها بما يتماشى مع رؤية "عمان 2040"؛ حيث جاء إعداد وثيقة رؤية "مدائن 2040" متوافقا مع الرؤية المستقبلية "عمان 2040". وأضاف مسن أن رؤية "مدائن 2040" لم تكن وليدة لحظة؛ بل نتاج عمل استمر لأكثر من عام تم خلاله الارتكاز على تحليل الأولويات والاستراتيجيات الوطنية وفلسفة رؤية "عمان 2040"، وبناء استراتيجيات وأهداف مؤسسية تساهم في تحقيق الأهداف الوطنية. وأكد أن مخرجات رؤية مدائن 2040 تهدف إلى تعزيز تنافسية السلطنة في جذب الاستثمار الأجنبي وتوطين الاستثمار المحلي وتعزيز الإنتاج الصناعي وزيادة الصادرات العمانية وتوفير فرص العمل وزيادة مكونات التنمية الاقتصادية والاجتماعي الشاملة في جميع محافظات السلطنة، وذلك من خلال تأكيد وثيقة الرؤية على إيجاد مدن أعمال بهوية عمانية وبمقاييس عالمية؛ أساسها الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتتماشى مع نهضة عمان المتجددة تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه.
وأشار مسن إلى أن "مدائن" تمكّنت من جذب وتوطين استثمارات خلال خطتها (2011- 2020) بما يزيد عن 3 مليارات و300 مليون ريال عماني، وبنسبة تحقيق للقيمة المستهدفة تجاوزت 72%، ليتجاوز إجمالي حجم الاستثمارات الموطّنة في جميع المدن الصناعية التابعة لمدائن 6 مليارات و800 مليون ريال عماني. وأضاف أنه في مؤشر القوى العاملة، تمكّنت "مدائن" من تحقيق ما يزيد عن 70% من القيمة المستهدفة، فقد وفّرت ما يربو على 40 ألف فرصة عمل خلال سنوات الخطة، وبلغ إجمالي القوى العاملة بنهاية 2010 نحو 22 ألف عاملٍ، ليتجاوز عدد العاملين في المدن الصناعية مع نهاية العام المنصرم 62 ألف عامل في جميع المشاريع الاستثمارية الموطنة. وأوضح أنه بفضل السياسات المعتمدة في مدائن، اقتربت نسبة التعمين مع نهاية العام 2020 من 35%؛ حيث يعمل في مدائن اليوم أكثر من 21 ألف مواطن.
وفي مؤشر عدد المشاريع، بين مسن أن مدائن اقتربت من تحقيق نسبة 85% من العدد المستهدف؛ حيث تمكنت خلال سنوات الخطة المشار إليها آنفا من توطين ما يتجاوز 1650 مشروعا بمختلف القطاعات لتقترب من حاجز 2400 مشروع، مؤكداً أنه خلال مدة هذه الخطة، استمرت مدائن في خططها لاستكمال البينة الأساسية والفوقية التي تحاكي أفضل الممارسات وفق الإمكانيات المتاحة. وقال إن سنوات الخطة شهدت تطوير مدينة سمائل الصناعية بأكملها، لتكون أول مدينة اقتصادية في السلطنة تطور على مرحلة واحدة، كما عملت على تطوير المرحلة السابعة من مدينة صحار الصناعية، والتي تمتد على مساحة تقترب من 8 ملايين متر مربع، إلى جانب تطوير توسعات مدينة ريسوت الصناعية، والمرحلتين الأولى والثانية بالمنطقة الحرة في المزيونة، واستكمال التطوير في كلٍ من المدن الصناعية في البريمي وصور ونزوى، واستكمال المخطط الشمولي لواحة المعرفة مسقط.
وفي مجال توفير متطلبات الأعمال وتعزيز تنافسية مدائن، أبرز مسن أن المؤسسة أنجزت- وبالشراكة مع القطاع الخاص- المدن العمالية في كل من مدن: الرسيل وصحار وريسوت الصناعية، وكذلك مباني الخدمات في كل من واحة المعرفة مسقط ومدينة صحار الصناعية. وتابع أن العمل جارٍ- وفي مراحل متقدمة- في مباني الخدمات والتسهيلات في كل من مدن سمائل والرسيل الصناعيتين، وكذلك المنطقة الحرة بالمزيونة.
وأوضح سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن رئيس مجلس إدارة "مدائن"، أنه على الرغم من المتغيرات التي شهدتها الساحة الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية وتأثيرها على القطاعات كافة، إلا أنه ونتيجة لسرعة الاستجابة لدى "مدائن"، فقد كان الانحراف عن تحقيق بعض المؤشرات طفيفا، واستمرت على مدار العشر سنوات السابقة في تحقيق نمو في كل المؤشرات، وعملت على تنفيذ مشاريعها التنموية في مدنها المنتشرة في السلطنة كافة؛ حيث تعد "مدائن" الآن جزءا من منظومة اقتصادية وطنية متكاملة تسعى للوصول للعالمية بأعمالها، من خلال بناء وتشغيل مدن أعمال متطورة تتماشى مع أفضل التجارب العالمية.
واستطرد قائلا إنه وبهدف زيادة سرعة استجابتها للمتغيرات سريعة التردد خلال العقد الماضي، كان قرار "مدائن" بإعادة هيكلة أعمالها كليا؛ حيث عملت خلال الأعوام الأخيرة على إحداث تغيرات جذرية بتشريعاتها وعملياتها التشغيلية، وكانت أولى خطوات هذا التغير إعادة إصدار نظام المؤسسة بالمرسوم السلطاني رقم 32 لسنة 2015، والذي منحَ المؤسسة صلاحيات واسعة بإصدار التراخيص والتصاريح وتعزيز دورها منظمًا ومراقبًا داخل المدن الصناعية التابعة لها. وأضاف أن قاعدة قانونية قوية تأسست بهدف بناء شراكة فاعلة وحقيقية مع القطاع الخاص، تعزيزا لدوره في التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وذلك من خلال فتح باب الاستثمار في مجال التطوير والبنية الأساسية والإدارة والتشغيل لمدن الأعمال. وزاد بالقول إنه لضمان الوضوح بالأهداف والمهام، وتحقيقا لقواعد الحوكمة، استكملت المؤسسة أطرها القانونية من خلال لوائح وتعليمات استثمار تؤطر الجوانب كافة، بما يكفل بيئة أعمال آمنة لرجال الأعمال والمستثمرين المحليين والأجانب.
"مدائن 2040"
وفصّل هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي لـ"مدائن" ملامح رؤية "مدائن 2040"، وقال إنها ترتكز على الأولويات والأهداف الوطنية التي تعمل رؤية "عمان 2040" على تحقيقها خلال المرحلة المقبلة؛ حيث تقوم الرؤية على تحديد 26 هدفاً وسياسة مؤسسية تعتزم "مدائن" من خلالها تنفيذ 42 برنامجاً و384 مشروعاً مجدولة زمنياً. وأضاف الحسني أن المؤسسة جعلت من هذه الرؤية قابلة للقياس بمؤشرات رقمية محددة بحلول عام 2040؛ حيث تسعى إلى جذب وتوطين استثمارات أجنبية ومحلية بحجم استثمار يصل إلى 15 مليار ريال عماني، وتوطين مشاريع مختلفة يصل عددها- مع نهاية الخطة- إلى 10 آلاف مشروع في مختلف المجالات؛ ومنها توطين مشاريع صناعية يصل عددها إلى 6500 مصنعاً توفر فرص عمل لما يقارب 270 ألف عامل. وأوضح الحسني أن أبرز مشاريع رؤية "مدائن 2040" تتمثل في استكمال تطوير المدن الصناعية في كل من صور، والبريمي، وصحار، وريسوت، ونزوى، والمنطقة الحرة بالمزيونة، وواحة المعرفة مسقط، إلى جانب البدء في إنشاء مدن صناعية ومدن أعمال جديدة في كل من عبري، وثمريت، وشناص، والمضيبي، والروضة، وإنشاء مجمعات صناعية متخصصة في جميع المدن الصناعية؛ مثل مجمع الصناعات البلاستيكية في مدينة صحار الصناعية، ومجمع الصناعات الدقيقة وتقنية النانو في مدينة صور الصناعية، ومجمع للصناعات الدوائية، ومجمعات للصناعات الغذائية في المدن الصناعية كافة، ومجمعات لصناعة المشغولات المعدنية في أغلب المدن الصناعية، ومجمعات للصناعات الخفيفة في المدن الصناعية كافة، علاوة على إنشاء مجمعات لوجستية متخصصة في كل المدن الصناعية.
وتابع الحسني القول إن رؤية "مدائن 2040" تتضمن إنشاء مدن عمّالية وسكنية في جميع المدن الصناعية والاقتصادية التابعة لمدائن، ومجمعات للخدمات، ومشاريع الطاقة البديلة (الخلايا الشمسية) في جميع المدن الصناعية، مؤكداً أن ما وصلت له "مدائن" وما خططت أن تصل إليه من خلال هذه الرؤية، نتاج لأكثر من 28 عاما من العمل الدؤوب، حققت خلالها المؤسسة انتشارا في أرجاء السلطنة كافة، وعملت باستمرار على تعزيز مكانة عُمان كمركز إقليمي ريادي في مجالات التصنيع، وتقنية المعلومات والاتصالات، والابتكار، والتميز في مبادرات الاعمال، وذلك عبر جذب الاستثمارات الصناعية وتقديم الدعم المتواصل لها من خلال وضع الاستراتيجيات التنافسية إقليميا وعالميا، وإيجاد بنية أساسية متطورة، وتوفير خدمات القيمة المضافة، وتسهيل العمليات والإجراءات الحكومية.
واعرب الحسني عن أمله أن تكون مدن الأعمال من أبرز الوجهات الاستثمارية للمستثمر المحلي والأجنبي، وأن تواصل تحقيق أهداف جذب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار بالسلطنة وتوطين رأس المال الوطني، وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة، وكذلك إدخال التكنولوجيا الحديثة وإكساب العاملين المهارات الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم، وبالتالي إيجاد فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية، وتشجيع الصادرات وتنمية التجارة الدولية وتشجيع إقامة الصناعات التصديرية، علاوة على تنشيط القطاعات الاقتصادية العاملة بالسلطنة مثل: قطاع النقل، والقطاع المصرفي، والقطاع السياحي، وغيرها من القطاعات.
مشاريع جديدة
وكشفت مدائن لأول مرة عن أحد مشاريعها الجديدة في محافظة شمال الباطنة، وهو مشروع مدينة صحار للسيارات "موتكار" بمدينة صحار الصناعية، وهي مدينة متكاملة متخصصة في تجارة السيارات وكل ما يتعلق بالسيارات من قطع غيار وإكسسورات وخدمات، ويقام المشروع على مساحة 983 ألف متر مربع. ويضم المخطط العام المقترح للمشروع ساحة تخزين مسورة، ومعارض سيارات، ومنطقة خدمات، ومركز تجاري (مول) للسيارات، وإدارتين للمرور والجمارك (شرطة عمان السلطانية)، ومعرض للمعدات والآليات الثقيلة، ومعرض قطع غيار، ومحطة خدمات السارات، ومحطة لفحص السيارات، ومصنع لهياكل السيارات. وتسعى مدائن من خلال مشروع "موتكار" أن يكون مركزا إقليميا لاستيراد وإعادة تصدير السيارات والآليات وكل ما يتعلق بها (من وإلى) مختلف دول العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأعلنت "مدائن" عن مشروع "نافذ عمان"، وهو نظام للتحكم وإدارة دخول وخروج المركبات من وإلى كافة المدن الصناعية الحالية والمستقبلية التابعة لمدائن وتشغيله على المدى الطويل؛ حيث يأتي هذا المشروع الذي وفّر أكثر من 100 فرصة عمل للعمانيين في مرحلته الأولى، وبحجم استثمار يبلغ 10 ملايين ريال عماني، يأتي ضمن سعي المؤسسة المتواصل لتطوير خدماتها المقدمة لمستثمريها وجذب المزيد من الاستثمارات الصناعية. ويعد المشروع ركناً أساسيا من الاستراتيجية التطويرية للبنية الأساسية للمدن الصناعية لجعلها مواكبة لعجلة التطور التكنولوجي ولتوفير خدمات القيمة المضافة، وتسهيل العمليات والإجراءات للمستثمرين وعملائهم، كما إن إدخال وتطبيق هذا النظام التكنولوجي الحديث ضمن كافة المدن الصناعية من شأنه أن يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تسعى إليها السلطنة، ليس فقط من خلال إعطاء ثقة أكثر في الخدمات التي تقدمها "مدائن" لتحفيز جذب وتوسيع الاستثمارات الأجنبية وتوطين رأس المال الوطني وإيجاد فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية، وإنما أيضا لما سيوفره من فوائد تعود على قطاع النقل وبالأخص الشاحنات من خلال تنظيم وتسهيل عملها ومنع الازدحام المروري في المحافظات والمدن الصناعية في السلطنة والمحافظة على البنية الأساسية.
وأعلنت مدائن كذلك عن استكمال مشروع مركز الخدمات "مسار" وافتتاحه رسمياً في جميع المدن الصناعية التابعة لها خلال العام الجاري، وذلك بعد افتتاح المشروع في مدينتي الرسيل وصحار الصناعيتين مع نهاية العام الماضي. والمشروع عبارة عن نافذة استثمارية بنظام موحد لتيسير وتبسيط إجراءات حصول المستثمر على جميع الموافقات والتصاريح والتراخيص اللازمة لمشروعه الاستثماري في محطة واحد ومدة زمنية محددة، وذلك بهدف تشكيل منظومة من الخدمات المتكاملة التي يحتاجها المستثمر لتكوين وإيجاد قيمة مضافة لبيئة أعمال جاذبة للاستثمارات في السلطنة.
