وزير الإسكان.. وتحديات خطة التحول

حمود بن علي الطوقي

 

يبدو لي أنَّ معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني كان يُسابق الزمن وهو يمتطي صهوة جواده ليصل بملفه حول رؤية الوزارة خلال خطة التنمية الخمسية العاشرة، ليفتح باب الحوار في أول لقاء مباشر مع الإعلاميين؛ وبهذه الخطوة الاستباقية يكون أول وزير في الحكومة الجديدة يفتتح ‏حوارًا مباشرًا في مؤتمر صحفي حواري اتِّسم بالشفافية في الطرح ووفرة في المعلومات.

من خلال هذه الجلسة الحوارية استفتح الوزير حواره بمقولة لباني النَّهضة العُمانية الحديثة والدنا الراحل السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- عندما قال في خطابه بمُناسبة 18 نوفمبر عام 1974: ‏"ومن هنا كان لزاماً أن نبني كما بنوا وأفضل مما بنوا".

واستكمالاً لهذا النهج يؤكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بالقول: "إننا نقف اليوم بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من أجل التنمية والبناء في عمان، بما بجسد الرؤية الواضحة والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارا ونماء".

ومن خلال هذه المساحة المتحركة بين مقولة جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه عام 1974 ومقولة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أبقاه الله- عام 2020، يستنبط معالي الدكتور وزير الإسكان والتخطيط العمراني رؤيته في قيادة دفة المرحلة القادمة من أجل تحقيق مكاسب سريعة تحقق نتائج ملموسة ومستدامة، في فترة محددة، متسمة بالديناميكية والشمولية ومحققة البعد الاقتصادي الذي تنشده الوزارة والحكومة خلال المرحلة المقبلة.

معالي وزير الإسكان والتخطيط العمراني يقف اليوم بكل أريحية ليُقدم رؤيته لوسائل الإعلام بعد عمل دؤوب استمر مائة يوم استطاعت الوزارة خلال هذه المدة القصيرة تطبيق منهجية تحول شامل لترسم خارطة الطريق للمرحلة القادمة، عمل مائة يوم أظهر لنا كوسائل الإعلام جدية الوزير الجديد وفريقه في تحقيق قفزة نوعية لعمل الوزارة منسجمة مع تطلعات رؤية "عُمان 2040" واستطاعت الوزارة أن تحقق عدة مبادرات وتتطلع أن تحقق أيضاً مكاسب سريعة في تطور الخدمات الإسكانية والخطط العمرانية.

معالي الدكتور وزير الإسكان والتخطيط العمراني ظهر في حواره مع الصحفيين متمكناً في أطروحاته واثقاً في تحقيق أهداف الوزارة التي رسمها مع فريقه من أجل العمل بجدٍ وبشفافية من أجل تحقيق نتائج ملموسة ترتقي بخدمات الوزارة لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة من التسارع في وتيرة التطور والنمو.

وكذلك ربط عُمان من أقصاها إلى أقصاها بمخططات عمرانية تهدف إلى تطوير الخدمات الإسكانية، ذات بعد اقتصادي، والسرعة والدقة في الأداء، ثم الانتقال بالتخطيط العمراني إلى مستوى عالٍ من التميز.

يراهن معالي الوزير بتحقيق النجاح وفق المخطط الزمني لرؤية الوزارة حيث يعتبر أن العام 2021، هو عام البدء في تنفيذ رؤية "عُمان 2040" وأيضاً في خطتها الخمسية العاشرة (2021- 2025)، وهذه الخطة تتضمن تنفيذ حزمة من البرامج ذات نتائج ملموسة على أرض الواقع.

في المؤتمر الصحفي أشار الوزير أيضاً إلى أنه سيتابع تنفيذ ما أقرته خطة الوزارة من أولويات وسيركز على متابعة الأولويات الأربعة: وهي الهوية والتَّواصل، والتشريعات والحوكمة، والتحول الرقمي والكفاءات وبناء القدرات.

شخصياً.. رأيت أن لدى الوزير برنامج عمل، واستنتجت هذا البرنامج من خلال توزيعه لمهام الأعمال على المسؤولين؛ حيث كشف أن عدد الرسائل التي وصلت إلى مكتب الوزير خلال العام المنصرم بلغت نحو 50 ألف طلب بواقع 150 طلبا يوميا، وهذه الرسائل يتطلب قراءتها وتحليلها مدة طويلة، لكن مع خطة الوزارة لتوزيع المهام تمَّ تقليصها؛ حيث إن خطة الوزارة ستعمل وفق تطبيق التقنية في إنجاز المعاملات، وهذا سيُعزز مبادئ الحوكمة والعمل برؤية واضحة وإنجاز الأعمال بعيدا عن مساعدة طرف دون الآخر، وستكون الخدمة لكافة المواطنين سواسية لا فرق بينهم.

هناك مؤتمرات صحفية مُقبلة لعدد من أصحاب المعالي الوزراء، من أجل توضيح خطط وبرامج وزاراتهم خلال المرحلة المقبلة.. وعلينا كصحافة وإعلام أن نراقب منجزات هذه الأجهزة الحكومية ونكشف مكامن القوة والضعف، ونكون سنداً وعوناً للمجتهدين وسيفاً للمتخاذلين.