المشاركون في "استديو الرؤية": الثقافة تزدهر وقت الأزمات.. وعلى الأدباء مواكبة "الثورة الرقمية"

 

الرؤية- محمد إسماعيل

ناقش برنامج "استوديو الرؤية" قضية "الحراك الثقافي في زمن الأزمات"،  بحضور كل من الدكتور سعيد السيابي رئيس اللجنة الثقافية بجامعة السلطان قابوس، والدكتور عبدالرزاق الربيعي نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي.

وتطرقت الحلقة إلى محاور عدة؛ أبرزها: دور الثقافة في ظل الأزمات وكيف يُمكنها مُواجهة تلك الأزمات بما يُحافظ على كيانها ودورها المجتمعي، علاوة على إبراز كيفية تعاطي المثقفين من مؤلفين وكتاب وشعراء مع الجائحة. ويستشرف البرنامج كذلك آفاق الوضع الثقافي ما بعد الجائحة.

وقال الدكتور سعيد السيابي إن الثقافة واكبت المتغيرات وأثبتت قدرتها على التواؤم مع العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، لافتاً إلى أن الجائحة شرعت أبوابا كثيرة للثقافة. وأضاف السيابي أن ثمة علاقة تصالحية بين الثقافة والأزمات، فكثير من الأعمال الأدبية ظهرت بسبب الأزمات، ومن أشهر تلك الأعمال مسرحية "أوديب ملكا" التي تحدثت عن المرض الأسود "الطاعون"، فضلا عن روايات وأعمال أدبية كثيرة ناقشت موضوع الأوبئة. وأضاف السيابي أن المؤسسات حاولت إطلاق مبادرات وفعاليات عبر الإنترنت، من خلال عقد جلسات حوارية مع أكاديميين ومفكرين من خارج السلطنة، فضلا عن مناقشة إصدارات ثقافية جديدة، إلى جانب طرح العديد من الأفكار وإبراز الأطروحات الثقافية عبر الفضاء الإلكتروني.

ولفت السيابي إلى أنَّ العزلة التي سببتها الجائحة سمحت بتقديم أعمال أدبية عديدة على المستوى المحلي والعالمي، كما إنها منحت فرصة للناشرين لعرض أعمالهم على الإنترنت، كما ساهم التواصل عبر الإنترنت في تعزيز مبيعات الكتب الرقمية. وذكر السيابي أن النادي الثقافي قام بعمل فعاليات عبر الإنترنت وأبرزها كان معرضا تشكيليا، وقد ساهم الأمر في التغلب على العزلة التي سببتها الجائحة، وقد تمَّ مناقشة الكثير من أعمال الماجستير والدكتوراه عبر تقنيات الاتصال المرئي منذ بدء الجائحة وإلى الآن.

وقال إنَّ الفضاء الإلكتروني ساهم بشكل كبير في ترويج الإصدارات الأدبية الجديدة؛ حيث وفر الفضاء الإلكتروني التواصل بين الكاتب والقارئ، من خلال التعليقات بين القارئ والمثقف، لافتاً إلى أنَّ المشهد الثقافي كان المستفيد الأكبر من هذا الحراك، مستشهدا بارتفاع أرقام مبيعات دور النشر.

وأكد السيابي أنَّه لا أزمة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، وأن تطور طرق النشر لن يضر الكتاب الورقي، فعلى سبيل المثال ظهور التلفزيون المرئي لكنه لم يضر الإذاعة المسموعة، مشددا على التكامل بين الأعمال الورقية والإلكترونية، فلكل منهما جمهوره. وبين أن الجائحة سمحت بمتابعة العديد من المنصات الثقافية سواء داخليا أو خارجيا، لافتا إلى أن الفعاليات والورش الثقافية لم تتوقف، والفضاء الإلكتروني ساهم في استمرار التواصل الثقافي.

واختتم بالقول بأن المثقفين مطالبين بالاستمرار في أداء رسالتهم الثقافية والإنسانية، الأمر الذي يفرض عليهم تجربة المنصات الجديدة والبديلة من أجل تواصل أسهل بين المثقف والقارئ.

ومن جهته قال الدكتور عبدالرزاق الربيعي إن من سمات الثقافة الحقيقية مقاومتها للأزمات والقدرة على تطويعها وخلق عوالم الجمال في مواجهة الأزمات والحروب والدمار. وأضاف أن هناك أزمات كثيرة تعرضت لها المنطقة العربية وكانت الثقافة دائمًا حاضرة لاجتياز تلك الأزمات، معتبرًا أنَّ المثقف دائما ما يكون في الصفوف الأمامية من خلال الأعمال الأدبية والفنية التي يقدمها للوقوف بجانب المجتمع في وجه الأزمات. وتابع الربيعي قائلاً إن الثقافة استطاعت أن تكيف نفسها مع تفشي وباء كورونا، وطرحت العديد من البدائل واستطاعت أن تتمكن المجتمع من مواجهة الأزمة؛ فالمثقفون والأدباء قدموا البدائل لمواجهة العزلة والخروج من الأزمة. وقال إنه على المستوى المحلي واصل النادي الثقافي وجمعية الكتاب والأدباء الفعاليات عبر الفضاء الإلكتروني من أجل تقديم أعمال ثقافية وتنويرية في زمن الأزمة.

وأضاف أنَّ الإنسان منذ أن خلقه الله وهو يعيش في أزمات متتالية يُحاول أن يتغلب عليها بالإرادة والمثابرة، وقد صنع فيروس كورونا أزمة جديدة قديمة، بينما لم يتخلَ المثقف عن دوره في محاربة الأزمة والتغلب عليها من خلال الأفكار والأعمال الأدبية، وكان الفضاء الإلكتروني خير مساعد في ذلك.

واختتم الربيعي بالقول إنَّ الإعلام يسهم بدور كبير في احتضان التجارب الثقافية والتعريف بها للجمهور، معرباً عن أسفه لتوقف الملاحق الثقافية التي تصدر مع الصحف اليومية، الأمر الذي أثر بالسلب على التجارب الثقافية الجديدة، لكنه أشار إلى أنَّ المنصات البديلة حاولت أن تقدم فرصاً للمبدعين لنشر إبداعاتهم من خلال برامج التواصل المرئي ومنصات التواصل الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك