"الركود المزدوج".. شبح "البريكست" يلاحق بريطانيا رغم إبرام "صفقة الخروج"

جونسون "غافل" عن تحديات الشركات البريطانية

أطنان من الأسماك تتعفن.. صناعة المصايد البريطانية مهددة بالانهيار في غضون أسابيع

ترجمة- الرؤية

ذكر تقرير لشبكة "CNN" الإخبارية الأمريكة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما يكون قد انتهى، لكن شبح "البريكست" سيظل مخيمًا على بريطانيا لفترة طويلة.

وعلى الرغم من الضجة التي أحدثها رئيس الوزراء بوريس جونسون عندما أبرم صفقة تجارية مع بروكسل عشية عيد الميلاد، فإنَّ الواقع الذي لا مفر منه المتمثل في مغادرة منطقة الجمارك والتنظيم في الاتحاد الأوروبي، قد بدأ بالفعل يؤذي بريطانيا. فحقيقة أن الصفقة تمَّ الاتفاق عليها قبل أسبوع واحد فقط من دخولها حيز التنفيذ تعني أن التعطيل الخطير لعدد لا يحصى من الشركات التي تعتمد على سلاسل التوريد السلسة أمر حتمي.

وقالت الشبكة في تقريرها إنه رغم ادعاءات جونسون المتكررة بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل "فرصة عظيمة" للمصدرين البريطانيين، وأنه سيؤدي إلى نوع من "الإحياء" للتجارة الحرة، فإنَّ الواقع مختلف تمامًا، حيث يقال إن الأسماك التي يتم صيدها حديثًا تُترك لتتعفن لأن المصدرين لا يستطيعون نقلها إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تشكك شركات الخدمات اللوجستية في أن تكون العديد من الشركات قادرة على تقديم خدمات الاستيراد والتصدير على المدى البعيد. وأدت التداعيات الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووباء فيروس كورونا إلى دفع الاقتصاد البريطاني نحو انكماش حاد في الربع الأول، وفقًا للبيانات التي نشرتها "آي إتش ماركيت"، مما يعني أن الركود المزدوج الانحدار أصبح الآن وشيكًا.

وفي حين أنه ينبغي أن تكون تلك الصفقة مصدر إحراج لرئيس الوزراء؛ حيث زادت من مصاعب العديد من الصناعات التي دافع عنها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن تصريحات جونسون تجاه هذه القضية تشير إلى أنه غافل عن الواقع الذي يواجهه الكثيرون.

وعندما طُلب من المتحدث باسم الحكومة البريطانية التعليق على العواقب الفورية للحواجز التجارية التي ستطبق نتيجة للصفقة، قال لشبكة سي إن إن بيزنس "منذ البداية كنَّا واضحين أننا سنغادر الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة؛ مما يعني أنه ستكون هناك عمليات جديدة بعد نهاية الفترة الانتقالية. وقد تم نشر هذه العمليات على نطاق واسع من خلال حملتنا الإعلامية العامة".

وأوضح مثال على ما تسبب فيه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أضرار للشركات البريطانية ما يحدث في صناعة صيد الأسماك في أسكتلندا. فعلى الرغم من إدعاءات الحكومة خلال مفاوضات "بريكست" أن صناعة صيد الأسماك كانت قريبة جدًا من صدارة قائمة أولوياتها، فإن مخاوف حقيقية من أن الصناعة بأكملها قد تنهار في غضون أسابيع.

ومن المفترض أن يتوصل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى اتفاق بحلول مارس بشأن الخدمات المالية، لكن الحالة المزاجية في كل من لندن وبروكسل في الوقت الراهن تشير إلى أنَّه من غير المرجح إلزام المملكة المتحدة مرة أخرى بالإجراءات التنظيمية للاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب. وسيتعين على المُشرعين أن يشرحوا للناخبين سبب تشجيعهم لرئيس وزرائهم على مواصلة "الخروج الصعب" من الاتحاد الأوروبي رغم التحذيرات من عواقبه. وأمام أعضاء البرلمان شهرين- قبل أن تسوء الأمور- للضغط على جونسون لبدء التعامل مع حقيقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بصورة أوضح من ذلك بقليل.

لكن السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لأولئك الذين يكافحون لكسب قوت يومهم: إلى أي مدى يجب أن تكون الأمور سيئة قبل أن يكون داعمو "البريكست" على استعداد لشق الصفوف والاعتراف بحقيقة أن مُغادرة أكبر تكتل تجاري في العالم لها عواقب وخيمة وفورية.

تعليق عبر الفيس بوك