النمطية

التحديات والمخاطر للمؤسسات الصغيرة (4)

عادل الحبيشي

 

مستشار أول- مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة

Adel.hubaishi@zubairsec.org

تعمل أغلب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الأنشطة التقليدية كالمقاولات والتجارة وقطاع الخدمات والصناعات الخفيفة، بمعنى آخر تغلب النمطية على أغلب هذه المشاريع، وليس معنى كلامي رفضي لدخول هذه القطاعات أو الاعتراض على هذه المشاريع.

لكن الخطر يكمن في نمطية هذه المشاريع وعدم تقديمها لأي جديد حيث إن أغلبها يدخل في أسواق متشبعة ولا تقدم جديدا حتى في الشكل مع أن بعضهم قد يدخل علامات تجارية جديدة ولكن لا تختلف في ما تقدمه في أي شيء سوى الاسم، ولو نظرنا فعلياً في دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الأساسي في نظري فإنّه فتح أسواقا جديدة أو خلق خدمات ومنتجات ذات قيمة أكبر، فكلما فهم رائد الأعمال حاجات السوق التي يعمل بها سيتمكن من حل مشكلات أو تخفيف أوجاع بصورة أفضل ممن سبقوه، ونرى أن أغلب أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة يشتكي من عدم الحصول على الفرصة أو الدعم المنتظر من الجهات الرسمية أو القطاع الخاص ويعود السبب للتشبع وكثرة الأفكار المتشابهة والتي تقدم نفس الخدمات أو المنتجات مع اختلاف القدرات في كل مشروع أو لأن بعض هذه المشاريع يحاول العمل في نفس السوق الذي تعمل فيه هذه الجهات مما يحوله إلى منافس في نظرهم!!! وهنا تكمن المشكلة الكبرى لدى عدد لا يستهان به من المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ويكمن الحل للحد من هذه النمطية في رأيي إلى تآزر وتكامل القطاعات بحيث يعمل الجميع مع بعض خصوصا وأننا نعرف بوجود إمكانيات ضخمة لدى الشباب ولكن قد يحتاجون إلى توجيه أين تكمن حاجات كل قطاع على سبيل المثال ولو أخذنا قطاع السياحة والضيافة في السوق المحلية وجلسنا على طاولة مستديرة لتتحدث فيها الشركات المحلية والعالمية العاملة في السوق عن ما ينقصهم ويحتاجونه وما هي مشاكلهم في القطاع وتم جمع تلك النقاط وطرحها على هيئة فرص للشباب ليعملوا على تصميم  وإيجاد الحلول لها سنجد الكثير من الطاقات التي ستعمل على ذلك من كل المهتمين في قطاع السياحة والضيافة من الشباب وطلاب الجامعات وسنجد العديد من المشاريع التي ستحصل على الدعم من كل من يعمل في القطاع لأنها ستساهم في تخفيف عبء أو حل مشكلة يعاني منها، كما أن خلق التكتلات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سيساهم في إعطائها قدرات أكبر بحيث تكمل إحداهما الأخرى وكل في اختصاص مختلف ولكن مكمل للمشروع الآخر، وهذا ما نجده في الدولة الصناعية كالصين والهند فنجد قرى بأكملها تعمل في تصنيع منتج أو منتجين ولكن كل صاحب مشروع يساهم في هذه المنتجات بجزء معين يتخصص فيه، كما إن للخامات الأولية المتوفرة في المنطقة دور في اختيار الصناعات التي تعمل بها.

فالمرجو والمطلوب هنا للخروج من أخطار النمطية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة ولتطوير هذا القطاع وتحقيق الأهداف المرجوة منه هو أن يتم أخذ زمام المبادرة من الجهة المسؤولة عن تنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وجمع كبار القطاعات التجارية والصناعية على طاولة مستديرة والعمل معهم على البحث عن ما هي متطلبات واحتياجات أسواقهم لطرحها كفرص على رواد الأعمال والخريجين والباحثين عن عمل ليبدأوا في تصميم الحلول لها. ولفتح الباب لأسواق جديدة تخرج هذا القطاع من النمطية.

تعليق عبر الفيس بوك