عم سرور

 

عائض الأحمد

يُقال "فلان أخذ من اسمه"، رُبما يكون، فقد تعددت الأقوال وتباينت الأفعال والمشهد الحاضر خير مثال.

جَاري وساكن حيي، والحقيقه أنَّني أنا من سكن حيَّه، فقد وُلِد هنا قبل الجميع، أو كما قال مستشهدا بالمثل المصري المعروف: "أنا من زرعت الأرض واللى بيحصد وحش"، سرُرت بك في حضرة المتناقضات، وفي بلاط أصحاب السعادة وطبقة النبلاء "سرور"، من قال لك إنَّك مثلنا ومن سمح لك بأن تكون فردا في حينا، فمهما بلغت ستظل "سرور" في عين مُحبِّيك فقط لن يصل بك المال ولن يقتنع بك "القوم" ولن تأخذ أكثر من "سرور" أعلم بأنك تتساءل: لماذا؟ رغم علمك بأنها جاهلية عصر وأفكار أقوام توقف بهم الزمن فلم يروا أبعد مما يلي موطئ أقدامهم.

ليلُك الأسود لم يُخفِ قلبكَ الأبيض ناصع البياض وأنت تُلاطف كل مسيء، فها هي ابنتك وحفيدتك ترسمان الابتسامة، وتزرعان الأمل دون حسابات تعيد ذاك المشهد المؤلم وتخلق العدواه وتلك "الخيبة" الظاهرة على محيا زارعي الشوك وحاصدي الندم.

لعلَّ المركب تُبحِر دون رُبَّان، ولعل شاطئها يتوق للُقيا حبيبا يمني النفس بأن يلقاه صدفة كما ساقها الريح عنوة.

ليس بالأمر الهين أن تتوارث أفعال من سبقوك وتعتنق "إيمان" قناعاتهم ثم تطوِّق عنقك بها وتحبس كل من حولك في دائرة هذا خياركم وهذه أقداركم، فبها نحيى وعليها نموت، إنَّها هبة الآلهة وتصريف ما كان دون علم بشر.

وكأنه يعزو اختلاف البشر إلى مستوى فكره الناقص، فيميز ما هو عليه ويجعل منه درجه يتفوق بها عن غيره، ومثلبة تستوجب انتقاص مخالفيه.

"وداد".. تجاوزت الخمسين من عمرها لن تُشاهد على محياها عبوسا أو قنوطا قط، تبتسم وتضحك وتقول لم أجد أسوأ من "تنمُّر" ذاك الرجل العجوز؛ فقد تجاوز الثمانين وفي كل مرة يُشاهدني يردد تلك المقولة البالية، وكأن القدر خلقه ليذكرني بمن أنا وليقول لي بأن فعل السفهاء حتى لو طال بهم العمر.

-----------------

تقول الحكمة:

لتكمل حديثا بدأته، عليك أن تعلم أولا من أنت، ثم ارسم لوحتك لتجد من يبتاعها. ولِتَتَجاوز كل هذا، أذكِّرك: من يعش صامتا لن يسأله أحد من أنت.

-----------------

ومضة:

لم أخْتر اسمي، ولم أختر أبي وأمي.

---------------

يقول الأحمد:

الشوق في محرابك

يصنع البدع

فجودي على أثما ينشد العفو والغفران

كم جاهل قضى عمرا يكابده

أحبك

تثور بها الأرجاء ثورتها

وتخبو في حنايا القلب وجدان.