"لقاحات كورونا" تبشر بانتعاش اقتصادي رغم المخاطر المحتملة

ترجمة- الرؤية

مع توفر المزيد من لقاحات كوفيد-19، يفتح عام 2021 باب التفاؤل مجددًا للتوقع بانتعاش الاقتصاد والحياة عامة، ولم يكن التطوير والتوزيع السريع للقاحات مذهلاً، ومن المؤمل أن يسمح للحياة اليومية والاقتصاد العالمي بالانتقال من مرحلة التعثر إلى التعافي في 2022، وفقاً لما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية في تقرير.

ورغم ذلك، من المحتمل أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة فترة صعبة؛ حيث ما زالت حالات الإصابة بكوفيد-19 في أجزاء كثيرة من العالم مرتفعة. بيد أنَّ ثمَّة أمل يلوح في الأفق؛ فمع وجود العديد من اللقاحات التي تُظهر فعالية تزيد عن 90% في منع العدوى خلال التجارب السريرية، ازداد التفاؤل بأنَّ سكان العالم يمكنهم تحقيق المناعة المجتمعية بمرور الوقت. ويعتقد الاقتصاديون في "سيتي بنك" أنه يُمكن الوصول إلى شكل من أشكال المناعة المجتمعية في الأسواق المتقدمة بحلول الربع الأخير من عام 2021.

وباستثناء حدوث انتكاسة غير متوقعة، يجب أن يمكّن توزيع هذه اللقاحات الاقتصاد العالمي من التعافي بوتيرة أسرع وأكثر قوة مما كان عليه أثناء الركود الذي ضرب الاقتصاد العالمي في مرحلة ما قبل الوباء.

ويعتقد ستيفن ويتينج كبير الاقتصاديين في Citi Private Bank، أن الاقتصاد العالمي يجب أن ينتعش من انكماش سنوي بنسبة (سالب) 4 % في عام 2020 إلى معدل نمو إيجابي بنسبة 4.2% في عام 2021. ومن المرجح أن يكون هذا الانتعاش الاقتصادي مصحوبًا بارتفاع ملحوظ في أحجام التجارة العالمية، مع توقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع حجم التجارة العالمية في السلع والخدمات بنسبة 8.3% على أساس سنوي في عام 2021.

ومن المحتمل أنَّ بعضًا من هذا التفاؤل قد تحول إلى أسواق المال، فغالبًا ما تعمل الأسواق المالية كمُؤشرات لمعنويات المستثمرين؛ حيث تعكس أسعار الأصول في كثير من الأحيان توقعات المستثمرين للمستقبل، بدلاً من الظروف الحالية. ومع ذلك، ما زالت التوقعات تشير إلى أنَّ هناك مجالًا إضافيًا للعمل في قطاعات ومناطق مُعينة.

ومن المرجح أن يستمر الطلب على أسهم الشركات التي تساعد الناس على "البقاء في المنزل" والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعارها خلال 2020، بما في ذلك شركات الحوسبة السحابية والتكنولوجيا ومعدات التمارين وإصلاح المنازل، على سبيل المثال. لكن يجب على المستثمرين أيضًا التفكير في البحث عن فرصة في الأسهم المؤهلة بدرجة أكبر للتعافي من الآثار الضارة لكوفيد-19، مثل الشركات الصناعية والمالية.

ويبدو أنَّ عام 2022 واعد للغاية، لكنه لن يخلو من المخاطر؛ إذ يعد تطوير لقاحات كوفيد-19 أمرًا مشجعًا للغاية، لكن التحديات اللوجستية وخطط التوزيع تفرض سيناريوهات مروعة. كما إن الطفرات الفيروسية مدعاة للقلق.

تعليق عبر الفيس بوك