مشاركة الطفل وأبعادها في بناء شخصيته

رحمة بنت منصور الحارثية

أخصائية نفسية

مرحلة الطفولة من أهم المراحل العُمرية للإنسان حيث تُبنى فيها سماته الشخصية، المشاركة عبارة عن سلوك مُكتسب يتعلمه الطفل ليفهم متى يأخذ ومتى دوره ليعطي. فالأسرة كمجتمع مُصغر لمجتمع أكبر سينظم إليه الطفل في سنته الأولى قد لا يتمكن من التعبير لكن لديه ملاحظة دقيقة تكمن مشاركته بالأنشطة المدرسية والنوادي الرياضية والتطوعية.

والمشاركة تكسبه المسؤولية، المبادرة، القيادية، الثقة بالنفس، الإيثار، العطاء، التنافس الشريف، التخطيط، العدل، المساواة، الصبر، إدارة وإدراك قيمة الوقت، تقوية الجانب المعرفي والعاطفي والاجتماعي.الطفل يحتاج التشجيع والتوجيه وإخراج طاقاته الكامنة ومواهبه ليبدع. شعور جميل ينتاب الوالدين عندما يتقاسم طفلهما لعبته مع طفل آخر كما ينزعجون من موقف يحدث فيه عراك على لعبة.

الطفل قبل سن الرابعة حريص على ألعابه، أثبتت الدراسات أن مشاركة الطفل والديه بأعمال المنزل البسيطة لها تأثير إيجابي على أدائه الدراسي. حيث يستخدم الطفل حواسه الخمس ويوظفها لتطور قدراته ومفاهيمه وملاحظاته واكتشاف البيئة المنزلية وما فيها من أدوات وكيفية عملها. مراقبة الطفل والديه يقوي لديه جانب الاكتشاف وتفسير المفاهيم التي تحتاج إجابة. كما للمشاركة من إيجابيات فإن لعدمها نتائج عكسية تحرم الطفل من مهارات التفاعل والعمل الجماعي وتبادل الأدوار وروح التعاون.

مشاعر بعض الوالدين على أن أطفالهم لازالوا صغاراً على بعض الأعمال المنزلية، تساهم في عدم إكسابهم المهارات التي سيحملونها معهم لمراحل متقدمة من حياتهم، المشاركة تساهم في جعله شخصاً مُبادراً في تنمية مجتمعه وتطويره.

قد يتبادر سؤال: متى أنسب وقت لتعليم الطفل؟

الإبكار بتعليمه هو الأفضل، قدرة الطفل الإدراكية خلال أول سنتين من عمره تكون كبيرة، كي لا يتولد لديه شعور بأنَّ كل شيء حوله مسخر له، لابد من تعليمه بطريقة اللعب، وتشجيعه على المشاركة والحفاظ على أغراضه وممتلكات الغير، وغالباً كوالدين يركزون في الكلمات الإيجابية لتعزيز سلوك الطفل مثل؛ ممتاز، بطل، وغيرها. جميل إضافة للكلمات الجمل التي تجعله يستشعر الموقف مثل؛ لاحظت لما شاركت فلاناً كيف كان سعيدًا، شفت لما كذا صار كذا.حتى يدرك الطفل ما تقود له مشاركته من أثر جميل على نفسه والآخرين، قد يخلط البعض بين المشاركة والإيثار دون مقابل أو حدود.

إن بعض من الآباء والأمهات يحبذون ألا يؤثر طفلهم أحداً على نفسه حتى لا يقع بمواقف بسبب عطائه، هنا أمر مختلف؛ فالمشاركة المقصود بها تنمية روح العطاء ليسهل عليه صنع القرار مستقبلاً.

تعليق عبر الفيس بوك