"اقتصاد المهمة".. دعوة لإصلاح الرأسمالية المتأزمة ومواجهة المشكلات الاجتماعية

ترجمة - الرؤية

تُقدِّم الخبيرة الاقتصادية الدولية المرموقة ماريانا مازوكاتو، والحائزة على جوائز عالمية، نقدًا قويًّا -ومطلوبًا بشدة- للرأسمالية الحديثة، وتُجَادل في كتاب لها، بأنه لحل الأزمات الهائلة التي تواجه العالم يتعيَّن التحلي بروح الابتكار وتطبيق التفكير التعاوني لإنجاز المهام، مع الاستعانة بأصحاب المصلحة؛ بما يكفل تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا أنَّ هذا التوجه لا يعني فقط تقاسم المخاطرة، ولكن أيضًا تقاسم الأرباح.

المؤلفة.jpg
 

وفي كتابها المعنوان "اقتصاد المهمة.. الذهاب إلى القمر والطريق لتغيير الرأسمالية"، ترى المؤلفة أنَّ الرأسمالية تعاني من أزمة واضحة؛ حيث أصبح الأثرياء أكثر ثراءً، مشيرة إلى أن 1% ممن يملكون أكثر من مليون دولار يمتلكون 44% من ثروات العالم، بينما يتغير المناخ وفي بعض الحالات يقضي على الحياة على هذا الكوكب. وتؤكد أن العالم يعاني من أزمات تهدد حياة البشر، وهذا وضع لا يمكن تحمله.

لكن.. كيف نُصلح هذه المشاكل منذ عقود؟ تتساءل المؤلفة!

وينظُر هذا الكتاب إلى التحديات الكبرى التي تواجه البشرية بطريقة جديدة جذريًّا، فقضايا مثل: الاحتباس الحراري، والتلوث، وألزهايمر، والسمنة، والعنف باستخدام السلاح، والتنقل، جميعها تسبب معضلات بيئية وصحية واجتماعية ضخمة ومعقدة وليس لها حلول سهلة.

ومن ثمَّ تُجادل ماريانا مازوكاتو بأن العالم بحاجة للتفكير على نطاق أوسع من خلال تعبئة الموادر بطريقة جريئة وملهمة؛ مثل الهبوط على سطح القمر! معتبرة أن ذلك سيسهم في حل المشكلات الاجتماعية "الشريرة" في عصرنا.

وترَى المؤلفة أنه لا يمكن البدء في العثور على إجابات لسؤالها، إلا إذا جرى إعادة هيكلة الرأسمالية بشكل أساسي لجعلها شاملة ومستدامة وموجهة بالابتكار الذي يعالج مشاكل ملموسة من الفجوة الرقمية إلى الأوبئة الصحية إلى المدن الملوثة. وهذا يعني -بحسب المؤلفة- تغيير أدوات الحكومة وثقافتها، وإنشاء معايير جديدة لحوكمة الشركات، والتأكد من اندماج الشركات والمجتمع والحكومة لتقاسم هدف مشترك.

تعليق عبر الفيس بوك