كيف نخفض فاتورة الكهرباء؟

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

Humaid.fadhil@yahoo.com

 

حديث الشارع والإعلام هذه الأيام يدور حول فاتورة الكهرباء، وخصوصاً بعد التوجه الحكومي لرفع الدعم عن هذا القطاع الهام، ناهيك عن تسجيل كثير من المستهلكين لوجود ارتفاع كبير بفواتير الكهرباء خلال الفترة المنصرمة، ولذلك تمَّ تسجيل حالات قطع الكهرباء عن بعض المساكن، والخوف من ازدياد النسبة مُستقبلاً مع تطبيق وقف دعم الكهرباء.

وبعيداً عن الشد والجذب في هذا الموضوع، وما أفرزه عن امتعاض كبير من الوسط الاجتماعي حول رفع الدعم المُرتقب، الذي يُطالب الحكومة بعودة الكهرباء والمياه تحت مظلة مؤسسة حكومية واحدة كما كان عليه الوضع في السابق، بدل وجود عشرات الشركات وتحت إدارات متعددة وبامتيازات مرتفعة، الذي بدوره ساهم في وجود رسوم مرتفعة فرضت على استهلاك كهرباء المجتمع، لذلك دعونا نترك هذا الموضوع يدار ويناقش مع ذوي الاختصاص في الوقت الراهن، ونتأمل بإذن الله في الوصول لحلول ترضي جميع الأطراف، ولذلك سنعود لتكملة موضوع  زاوية اليوم حول كيف يمكن للمستهلك في المجتمع التقليل من استهلاك الكهرباء؟

الإخوة والأخوات الأعزاء ومن باب زيادة الوعي حول خفض استهلاك فاتورة الكهرباء في كل منزل ومؤسسة، وجدت من الضرورة توعية المجتمع وبطبيعة الحال هو موجه لي شخصياً في المقام الأول، ومن ثم لكل من أراد الاستفادة من هذه الأفكار المطروحة، لذلك سأبدأ الحديث من النقطة الأساسية الأولى، والتي وجهني فيها أحد الإخوة الأعزاء في مجال هندسة الكهرباء، في حديثه أن أول خطوة توجه وتنصح فيها نفسك وعائلتك هي التدريب على إطفاء أي جهاز  كهرباء تمَّ الانتهاء من استخدامه، على الجميع إطفاء جميع الأجهزة عند الانتهاء منها وفصل التيار عنها نهائياً وإغلاق نقطة التوصيل، وعدم ترك شاحن الهاتف أو أي جهاز في مصدر الكهرباء (الإضاءة الحمراء بالنقطة تستهلك كذلك الكهرباء).

القراء الأعزاء أصبح من الضرورة زيادة الوعي لدينا في عملية ترشيد الطاقة الكهربائية، وخصوصاً في ظل ارتفاع المعيشة في الوقت الراهن، ولذلك هناك عدة أفكار ستُساهم بإذن الله في تقليل فاتورة استهلاك الكهرباء، وخصوصاً للمقبلين على بناء منازل ومبانٍ جديدة، لابد من اختيار واستخدام الأجهزة والأدوات الكهربائية المرشدة للاستهلاك (موفرة للطاقة)، ولها أمثلة عديدة منها استخدام الإضاءة (المصابيح) الموفرة للطاقة والمتمثلة في مصابيح (LED)(3 واط - 5 واط - 8 واط - 12 واط ) بدلاً عن أن نقوم بتركيب أجهزة مهدرة للطاقة، وذلك للاستفادة في توفير الاستهلاك الكهربائي، كما أن هذه المصابيح يمكن استخدامها في الديكور والإضاءة العادية (لمبات - فلورسلت تيوب ليت)، ومن الأشياء الهامة كذلك استخدام السخانات من النوع الزجاجي، لأنه موفر للطاقة حيث إنه يحتفظ بالماء الحار وقتاً أطول وتشغيل كهرباء لمدة قليلة، كما أنه يمكن تركيب سخان واحد في حالة وجود دورات مياه ملاصقة وقريبة من بعض دون الحاجة لتركيب سخان في كل دورة، وفكرة أخرى نحو تركيب سخان مركزي فوق سطح المنزل موفر للطاقة ويمد جميع دورات مياه المنزل بالماء الحار، وكذلك الأمر في بقية الأجهزة (المكيفات - الغسالة - مكواة الملابس - التلفزيون - الأفران- مجفف الملابس - المكنسة ..إلخ) من الضرورة البحث وتركيب الأجهزة الموفرة للطاقة وهي متوفرة في السوق، والتخلص من الأجهزة التي صرفها كبير للطاقة الكهربائية.

من الأفكار الجميلة التي يوصي بها مهندسو وفنيو الكهرباء هو استخدام وتركيب أجهزة التكييف من نوع الغاز الجديد والبديل (410) بدل الغاز العادي، حيث يوصف هذا الغاز بأنَّه خفيف وصحي وموفر للطاقة، إضافة إلى توصية أخرى تقول بأهمية ضبط أجهزة التكييف على درجة (23) بالنسبة لمكيفات نوع السبليت، وعلى درجة (7.5) بالنسبة لمكيفات نوع النافذة، وذلك لتوفير استهلاك الكهرباء عندما يكون ضبط درجة التكييف على ما سبق ذكره، مع التأكيد على أهمية تنظيف فلتر أجهزة التكييف باستمرار، حيث يساعد ذلك على قلة هدر الطاقة الكهربائية.

من الأشياء الجديدة في موضوع تركيب الأجهزة الكهربائية وخصوصاً الإضاءة، هو تركيب أجهزة الحساسات الحركية، في ممرات المنزل ودورات المياه وغرف النوم والمعيشة والمطبخ، حيث تعرف هذه الأماكن بكثرة الحركة من قبل الأفراد، ولذلك وجود أجهزة الحساسات سيُساهم في توفير الطاقة وعدم ترك الأجهزة الكهربائية مفتوحة مما يُساعد على هدر الطاقة وارتفاع فاتورة الكهرباء.

وأخيرًا هناك ملاحظة موجهة لأصحاب الاختصاص حول التشريعات والقوانين والأنظمة المتبعة والمرخصة لبيع الأجهزة الكهربائية، التي لا توضح للمستهلك بشكل كافٍ عن الاستهلاك أو لا ترشده لمقدار الكفاءة في استهلاك الكهرباء لكل الأجهزة المباعة. خصوصا تلك التي تحمل مصطلح"تخفيضات" لما فيها من تضليل للمستهلك الذي سيضطر لدفع أضعاف ما سيوفره في تلك الأجهزة بسبب استهلاكها المفرط للكهرباء، نتمنى أن يوضح على كل جهاز مقدار الطاقة التي يستهلكها إن لم يمكن منع بيع تلك الأجهزة التي لا توفر الطاقة، حيث وكما يعلم الجميع هناك بعض المصابيح والأجهزة الكهربائية منعت من دخول السوق في بعض الدول الخليجية لكونها مهدرة للطاقة.

هذه بعض الأفكار البسيطة جداً والتي يمكن لكل فرد البحث عن أفضل منها، ولكن علينا جميعاً أن نزيد الوعي لدينا في ضرورة التقليل من استهلاك الكهرباء، لأنه يعتبر هدراً للمال الذي نحتاجه في أمور معيشية أخرى أهم وأولى من الصرف على فواتير الماء والكهرباء، علينا مزيد من التوعية لأهلنا ومجتمعنا في هذا الخصوص.