عائض الأحمد
مررت بالكثير وتخطيت العديد ولم أكن لأقف يوماً أمام عارض طارئ ليس غرورا وإنما "تجاهل" لأريح واستريح، فلعلها لغة من أراد أن يصنع موقفاً يليق بحدث يسوده الود وروح التسامح "والعقلانية" ليس مهماً أن تكون حقيقة أو "مصطنعة" الأهم أن تؤدي المفروض قبل المطلوب.
إذن من أنت؟
ومن تظنني أكون أنا من جنيت العنب، أنا زارع الورد، أنا من يقطف الثمر، أنا من يُمسك القمر، ينتقل بين البرد والدفء والعطر والزهر، من يغتسل بماء المطر، أنا الثلج أنا النار أنا الكل عندما كان جزءًا يطلب مستحيلا أفناه الدهر.
أنا الفريد والوحيد عندما تطلب عوناً أو تستجير، أنا الجاهل حينما تستفتي البشر من يكون؟ المهم الآن أن بقي الأهم، هون عليك ولا تكثر عليَّ فأنا كل هؤلاء، عشت بهم ولهم ولم أكن قدوة أو مرجعاً أو منتظرا أحداً. قناعتي ليست بهم ولن تكون تمثالا من حجر، فمعجب يقف متأملا "ياالله" ما أحكم صنعه فيما خلق، وآخر يملؤه التَّعجب!!! من كان ومن يكون ليأخذ ما لا يستحق.
يروي أحد المسنين عن خاله عن عمه وكل من سبقه عندما كان القوم"أسوياء" قبل أن يعتقدوا ثم يؤمنوا زورًا، فيقول هل تعرف ماذا فعلت الأيام بأجمل النساء حينما غافلها القدر دون أن يسألها أو يستفتي قلبها، سيدة الحِسان "بسنت" اسمها وحالها يرثى له ذهب أقرب الناس ورحلوا دون علمها فتقاذفتها أيدي "الوحوش" وساءها الفعل وهانت بها الدنيا، بعد أن تركت على قارعة الطريق في لحظة انهزام وجبن، فى ليلة ظلماء لم يكن البدر شاهداً أو حاضراً على ظلم ذوي قربى، فقدوا مشاعرهم فجأة وجعلوها خلف ظهورهم تطلب عوناً لم يأتِ وهي تبلغ"الثمانين" حسرة وندم لم تعد تذكر منهم شيئاً غير تلك الكلمات "الفرنسية" يتبعها "عربية" لم تكن تجيد حرفاً منها حتى سكنتها الوحدة وأعياها الانتظار ولكنها لم تقل من أنتم ولم تعد تهتم بمن هي.
ومضة:
عندما تُعطي عليك أن تأخذ لتستمر الحياة.
يقول الأحمد:
التفوا حول الملكة
يثنوها
فأبت وامتنعت
غضت طرفها وانصرفت
ثم ابتسمت وارتسمت
غصنا أخضر في صفراء ممتدة
مالت ونثرت
ازهارا تحملها
باعتها فكنت أنا الشاري.