2021.. عسى سنة خير لعُمان

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

ساعات قليلة تفصلنا عن بداية سنة جديدة لا نعلم ماذا كتب الله لنا فيها ولكن بكل تأكيد أن التفاؤل مطلب والدعاء لله مسير ومقدر الأمور بأن يجعل السنة الجديدة سنة سعيدة على الجميع والنظر بنظرة إيجابية لغدٍ أفضل والمطلب هنا أن يكون الإنسان متفائلاً بما هو قادم وألا تكون نظرته سوداوية للأمور مهما كانت مصاعب الحياة التي تواجهه.

كلنا يعلم كيف كانت سنة 2020 الجميلة في رقمها التصويري المليئة بالأحداث الجسام التي لم ولن تمسح من مخيلة الإنسان العماني ابتداءً من وفاة رمز عُمان وباني نهضتها الحديثة جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- الذي كان بناء الإنسان لا العمران أول وأهم أولوياته وبالفعل أصبح الإنسان العماني في عهده الزاهر متنعماً في وطنه وفي رخاء بالرغم مما كان يشده العالم آنذاك من أحداث إلا أنَّ الشعار كان لا مساس بحقوق المواطن مهما كانت الظروف وبلغت الأسباب والمسببات.

رحل رمز عُمان الخالد وجاء من أوصى السلطان به وهو آخر الوصايا وأجملها وكأنَّ السلطان الراحل لم ينسى أبناء شعبه حتى بعد وفاته كما لم ينسوه هم أبد الدهر جاء السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله- وكان نعم الاختيار من خير الرجال وما أن بدأ شعب عمان بمباشرة حياتهم الاعتيادية حتى فاجأهم فيروس كورونا على حين غرة توقع الجميع أن يكون فيروساً عادياً شأنه شأن الفيروسات الأخرى الموسمية تأتي فجأة وتختفي فجأة وتوقع أشد المتشائمين أن يكون كغيره من الفيروسات السابقة يعمل ضجيجا عالميا ويحرك الكرة الأرضية الراكدة ويستفيد منه من يستفيد ويختفي ولكن أثبت فيروس كورونا أنَّه مختلف فقد انتشر حتى احتل العالم ليس بالعدة والعتاد العسكري بل أقوى من ذلك بالخوف والرهبة أرادوا له الظهور فظهر وبغوا له الانتشار فانتشر ليخدم مصالح البعض ليسوا آبيهن بانهيار الاقتصاد العالمي وخسارات اقتصاديات دول أو وقوع ضحايا من مرضى ووفيات المهم مصلحتهم الشخصية أولاً ولا مانع من مصالح دولهم إن أتت.... إنه النظام العالمي حيث الدول النامية وشعوبها هي من يجب أن يدفع الثمن.

لم تكن السلطنة بمنأى عمَّا يجري ويدور بحكم أنها جزء لا يتجزأ من هذا العالم الواسع ومع تذبذب أسعار النَّفط وتقلباته لم يكن هناك معيل آخر لموازنة الدولة سواه مع عدم بلوغ مصادر الدخل الأخرى لسن الرشد بما يساعد في الاعتماد عليها.... عصفت الأزمة المالية بجميع الدول دون استثناء حتى الغنية منها مع الاختلاف من احتاط وكان له تخطيط مستقبلي وكانت الأزمة عليه أخف وطأة مقارنة مع غيره من أهمل وغفل وندم وكان هناك من يجب أن يدفع الثمن ويتحمل المسؤولية ومن غيره هو الشعب الذي كان أول الحلول وأكثرها تحملاً وصبراً وجلداً.

تغير الحال وأصبح الزمان غير الزمان بحكم تغير العالم وتعدد أزماته التي لا تنتهي مما اضطر الحكومة لاتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة شدة هذه الأزمة ومنها فرض الضرائب ورفع الدعم وغيرها من القرارات فقد اتخذتها مضطرة مجبرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقيادة سفينة عمان لبر الأمان لم يعتد المواطن على الوضع الراهن مما ولد عدم رضا بحكم عدم وجود زيادة في الدخل في مُقابل ما يشهده العالم من غلاء الأسعار وارتفاعها ووجود قضايا حيوية معلقة إلى الآن تمس المجتمع منها كثرة الباحثين عن عمل والتسريح الحاصل في القطاع الخاص كلنا أمل وثقه بقيادتنا الحكيمة أن يكون نماء ورخاء الوطن أهم وأول أولويتها مما سوف ينعكس على المواطن إيجاباً وندعو الله أن يكون العام القادم أفضل من سابقه وأن تتجاوز عمان هذه الأزمة ونختم مقالنا بحديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه".

 

خارج النص

هناك من يُحاول أن يصطاد في الماء العكر ويستغل الوضع الحالي سلباً من خلال بث إشاعات مغرضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هدفها بث الهلع والخوف فلنكن جميعاً على وعي بأن نشر مثل هذه الأمور دون التيقن من صحتها عبر مصادرها الرسيمة لن يفيد بل وسوف يزيد الأمر سوءًا علينا نحن الآن في قارب واحد اسمه عمان فلنسعى لقيادته بحرص وتأنٍ لكي نصل جميعاً لبر الأمان.