عن أي شيء؟

 

عائض الأحمد

العديد من المُقربين والأحبة والمُتابعين من القراء يسأل، لماذا تكتب عن هذا وتغض الطرف عن ذاك؟

لماذا تتكلم عن العلاقات الإنسانية وغيرها مهمل لا نجده إلا نادرا؟

هل لديك خطوط "حمراء"؟  هل سبق أن أعيد لك شيء ورفض نشره؟ كل هذا وأكثر وكأنَّ هذا الرجل "الفقير المسكين" الذي يقف خلف "لوحة المفاتيح" فلم يعد للأسف للقلم مكان، منفصلٌ عن واقعه ومجتمعه وكل المطلوب منه أن يقول ما يحلو "لزيد" أو ينتقد به "عبيد" فهناك من يظن أنّ هذه المساحة الصغيرة التي منحنا إياها لزاماً علينا أن نكذب فيها ونقول مايراد لنا قوله، ثم نُردد أبيات الخوارزمي الشهيرة:

طلقت بعدك مدح النَّاس كلهم

فإن أرجع فإني مُحصن زانٍ

وكيف أمدحهم والمدح يفضحهم

إن المسيب للجاني هو الجاني

هناك من يعتقد بأنك تملك المعلومة كاملة ولديك ماقد يخفى على الجميع ولكل هؤلاء أقول اطمئنوا فليس لنا أكثر مما تعرفون ولن نملك أكثر من هذا القلم، وبما أنه حديث "شخصي" وهذا أعتقد أدين به منذ أن بدأت قبل أكثر من ثلاثة عقود ونيف، بأن العلاقات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية تصب في ذات الوعاء ولن تنفصل عنه، بل على العكس تماماً هي من يغذي الكلمة الصادقة ويطلق لها العنان، فتأخذ هذا التصنيف أو ذاك.

صحيح أن هناك من تميز بتخصص مُعين وهذا حق له ولكن الرأي سيبقى محسوباً عليك ليس لشيء وإنما لأنك قائله بهذه البساطة لا أكثر.

وللعلم ليس من الشجاعة أن تقول وتتحدث عمَّا تجهله أو لا تعلم عنه وتنظر عن قادم لم تستشعره، أو عن شخص كل ما تعرفه عنه اسمه، الكاتب له مصادره نعم وله قراءاته المتعددة ويتبنى هذا الرأي أو ذاك حسب قناعته وليس حسب يقين يؤمن به تمام الإيمان فربما جانبه الصواب "كثيراً" فيعود باعتذار ولن يقلل من قدره أو مكانته، معلومة ذكرت خطأ، العيب والمعيب أن يتجاهل أخطاءه وكأنه "المحصن" ذو الشأن الرفيع فيعتقد بأنَّ الباطل لا يأتيه "فرفقا بنا سيدي المثقف".

من يظن بأنَّ زمن "الطبشور" مقبول في أيام "الكيبورد" فقد نام ثم نام ثم أراد أن يصحو فلم يستطع.

 

ومضة:

علمتنى الحياة بأنّ اللهفة والأمل غراس الحب.

 

يقول الأحمد:

تمنيت أن تموت

كي لا تطالها يد الأغراب

تمنيت أن تموت

أنانية هي؟!

سمها ما تشاء

نعم يا ليتها تموت

وتسحق ثم تنثر

في التراب!!

الأكثر قراءة