باحث هندي يكتب: هل اللغة العربية في مهب الريح؟

 

د. معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة عالية،كولكاتا- الهند

 

يُحتفل في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، بينما تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مُستجدة ومُفردات مستحدثة وُلدت من رحم الحاجة العنكبوتية، وهي لغة جديدة في رسالة إلكترونية، وهذه اللغة التي اخترعها الجيل الجديد من بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية.

يستخدم الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي اللغة الجديدة التي تعتمد على الخلط بين المعاني والمصطلحات العربية والإنجليزية في النص الواحد بكتابة جمل عربية بحروف إنجليزية. وهي لغة خاصّة لا يفهمها إلا من اعتادها ولا يقرأها إلا من يصبر على دلالات الرموز الجديدة والأرقام.

تمثل التطورات المُتلاحقة في مجال الإعلام والاتصال أحد أهم الأسباب التي باتت تُشعر الأجيال الحالية بأن اللغة العربية غير قادرة على مواكبة العصر، وكان من نتائج ذلك أن ظهرت لغة مستحدثة ركيكة في تعبيراتها ومفرداتها يطلق عليها لغة العربيزي أو "الفرانكو آراب"، إذ وجد الشباب نفسه رهين هذه المظاهر اللغوية المبتدعة التي تحولت إلى خطر يُهدد اللغة العربية الفصحى.

تكونت لغة هجينة في ظل التقدم التكنولوجي والفضاء الإلكتروني وأصبحت لغة العصر السائدة بين الشباب، ويعتبر المُتخلف هو الذي لا يجيدها ولا يكتب بها حيث لها اختصاراتها وعملية فهمها مثلاً وهو يقول: "ثانكس" بدلاً من شكرًا، و"أوكي" بدلاً من نعم، و"فري نايس" بدلاً من لطيف جدا، و"لوكيشن" بدلاً من موقع.

إن اللغة العربية تتعرض لحملات منظمة لتشويه قدرتها على استيعاب مستحدثات العصر، وأن هذه الحملات تسعى إلى إضعاف ثقة مستخدمي الإنترنت في لغتهم العربية وترسيخ صورة سلبية للعلاقة بين اللغة والتكنولوجيا. تغزو لغة الإنترنت لغة الشباب وتجبرهم على استخدام لغة غريبة لا أساس لها، بل هي حروف إلكترونية جامدة زجّت إلى اللغة العربية لتضيِّع هويتها وتبعدها عن أصالتها وتفقد رونقها وتمحو تاريخها.

تعليق عبر الفيس بوك