قادة بواسل وتاريخ مجيد (1)

 

ناصر العبري

كانت بداية عصر النَّهضة المباركة بقيادة باني عُمان الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مليئة بالصعوبات والتحديات، إلا أن الفكر السامي استطاع أن يتغلب على تلك الصعوبات والتحديات، وأذكر منها توحيد الصفوف الداخلية ودحر تلك الفئة المتمردة في جبال ظفار، وبثقة جلالته- رحمة الله عليه- بالقادة العسكريين والأمنيين تم دحرهم وتطهير جبال ظفار من تلك الفئة المتمردة.


 

ومن الواجب أن نتناول سيرة ولاء القادة الذين شهدوا الذاكرة ونذكر بهم الجيل الحالي من خلال سلسلة مقالات نبدأها بهذا المقال.

أولاً: المقدم ركن متقاعد علي بن عبيد العبري، والذي التحق بصفوف الجيش السلطاني العماني في عام 1960 إبان حكم السلطان سعيد بن تيمور طيب الله ثراه وكان عمره آنذاك 11 عاماً ويذكر صعوبة الجيش في الحصول على منتسبين في الجيش في تلك الأيام حيث إنَّ أغلب العائلات كانت تخشى على أبنائها من ويلات الحرب والعمل العسكري ولم تجند دورية التجنيد في ذلك الأسبوع إلا شخصين كان هو أحدهما. والتحق العبري مباشرة بكتيبة جندرمة عُمان ومقرها العذيبة وتدرب فيها إلى أن التحق بقسم الإشارة (البرقية) ببيت الفلج حيث عمل مع المقدم دنيسن والذي نقله لسلاح الإشارة بكتيبة الحدود الشمالية وكان بها العديد من المنتسبين من منطقة الظاهرة ومنهم الشيخ حمد بن حمود المعمري والوزير متقاعد الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي واستمر بها حتى وصل إلى رتبة وكيل عام 1970.

المقدم ركن علي العبري.jpg

وبعد تولي السلطان قابوس- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم شارك المقدم علي بن عبيد في حرب تحرير ظفار وقلّده السلطان قابوس وسامين أحدهما للشجاعة والثاني للخدمة المُمتازة نظير تفانيه في ميدان القتال، ثم تخرج على يد السلطان قابوس- طيب الله ثراه- كضابط ملازم أوَّل في عام 1974 وترقى إلى رتبة نقيب في عام 1975، وتدرج إلى أن تولى أركان كتيبة الحدود الشمالية في سنة 1976 وبعدها تمَّ إرساله إلى القيادة العامة ببيت الفلج؛ حيث تمَّ ترشيحه ليكون أحد المرافقين العسكريين للسلطان قابوس في سنة 1978 وحتى سنة 1982، ترقى خلالها إلى رتبة رائد.

وكانت مُهمته حماية السلطان قابوس بالدرجة الأولى وكحلقة وصل بينه وبين الجهات المختلفة والتنسيق للمقابلات وضيوف السلطان، كما كان يقوم بمهمة توصيل الرسائل المختلفة ذات الصلة من مختلف المواطنين للجهات المعنية في ديوان البلاط السلطاني. وحصل العبري بعد خدمته كمرافق على وسام الطغرائية السلطانية الخاصة في عام 1985، ثم أرسله صاحب الجلالة الراحل- طيب الله ثراه- بعد ذلك للاستزادة من العلم في بريطانيا، ومن ثمَّ إلى الهند، حيث حصل على دورة قيادة الأركان، وحصل بعدها على ماجستير في العلوم العسكرية والأمنية. وبعد رجوعه إلى السلطنة استقر في الحرس السلطاني العُماني؛ حيث تسلم فيه مسؤولية مهام أقسام مختلفة منها المستودعات ومن ثمَّ الخدمة الاجتماعية؛ حيث أسس أولى اللبنات لمجلة الحرس.

وتقاعد المُقدم ركن علي بن عبيد العبري من الخدمة عام 1990 بعد ثلاثين سنة في الخدمة العسكرية.

ومما ينبغي أن نُؤكد عليه ونشيد به، أنَّ جميع الأفراد والقادة المتقاعدين من قوات السلطان المسلحة، يحظون دائماً برعاية وعناية من لدن المقام السامي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه-.

الأكثر قراءة