توافر الأموال والمتطوعين وتبسيط الإجراءات.. أبرز عوامل النجاح

الإنتاج "السريع" لـ"لقاح كورونا" يثير التساؤلات حول آلية تطوير التطعيمات

ترجمة - الرؤية

أشادَ الخبراءُ بظهور لقاحات مضادة لوباء "كوفيد 19"، لكنَّ استطلاعات الرأي كشفت عن سرعة تطويرها؛ الأمر الذي أثار قلقَ بعض الأشخاص.. ورصدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية مجموعة من الأسئلة حول كيف ولماذا تمت عملية صناعة اللقاح بهذه السرعة؟!

ما هي المدة التي يستغرقها عادة تطوير لقاح من الصفر؟

تقليديًّا الأمر يمر ببطء، ويقول عالم الأدوية البريطاني السير باتريك فالانس، متحدثًا في لجنة إستراتيجية الأمن القومي المشتركة لمجلس اللوردات ومجلس العموم في أكتوبر، إنه قبل كوفيد، استغرق الأمر حوالي 10 سنوات لتطوير لقاح جديد تمامًا، مع عدم تحقق هذه العملية من قبل، في أقل من حوالي خمس سنوات.

كيف كان من الممكن تطوير لقاحات ضد كوفيد-19 في أقل من عام؟

أحد الاعتبارات الرئيسية هو التمويل؛ حيث جرى ضخ الأموال العامة والخاصة في سباق محموم للحصول على اللقاح، مما نحى جانباً المخاوف المالية المعتادة التي تواجه شركات الأدوية. وعلاوة على ذلك، فإن الطلب والإلحاح مرتفعان. ويقول ستيفن إيفانز أستاذ علم الوبائيات الدوائية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة: "حقيقة أن الحكومات اشترت اللقاحات مسبقًا تعني أن الأشخاص يمكن أن يخاطروا بشكل أكبر بما فعلوه في مرحلة مبكرة دون الحاجة لاتخاذ خطوة واحدة في كل مرة".

وتقليديًّا، يجري تطوير اللقاحات عن طريق إضعافه أو قتل الفيروس، أو عن طريق إنتاج جزء من الفيروس في المختبر، لكن ذلك يستغرق وقتا طويلا. وبدلاً من ذلك، تطور لقاح كل من جامعة أكسفورد-أسترازينيكا وفايزر-بيوناتيك باستخدام "تقنيات منصات مختلفة"، تتضمن وضع المادة الجينية من الفيروس في حزمة توصيل مجربة ومختبرة، وبمجرد إدخال هذه المادة الوراثية إلى جسم الإنسان، يتم استخدامها بواسطة آلية صنع البروتين في الخلايا البشرية لإنتاج "بروتين سبايك" لفيروس كورونا، مما يحقق توليد استجابة مناعية.

وكان هذا النهج مدعومًا بالسرعة التي قام بها العلماء في الصين بتحديد ومشاركة التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد، والعمل الذي كان جاريا بالفعل على فيروسات كورونا الأخرى. لكن في حين أن تقنيات المنصات هذه نهج غير تقليدي، فإن هذا لا يعني أنها لم يتم اختبارها.

ثمة اعتبار آخر يتمثل في أنه بينما عند تطوير اللقاح التقليدي، يتم تنفيذ مراحل التجارب السريرية بالتسلسل، إلا أنه في حالة لقاحات كوفيد، تداخلت المراحل، مما جعل العملية أسرع. وقال الدكتور زولتان كيس من إمبريال كوليدج لندن: "صُنع اللقاح أيضًا بالتوازي مع التجارب السريرية، على أمل أن تنجح التجارب". وأضاف أن أحجام التجارب الكبيرة ومدتها كانت مطمئنة. وتابع قائلا: "لم أرَ أي جوانب لم يتم تغطيتها".

وأدى التقدم التكنولوجي إلى تبسيط عملية تسجيل البيانات، بينما سهّل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل مشاركين في التجارب، وهو أمر ساعدته رغبة عامة قوية في المساعدة. وعادة ما تستغرق عملية تسجيل المشاركين في أي دراسة أسابيع أو شهور. وقال البروفيسور آدم فين خبير اللقاحات في جامعة بريستول والمحقق في تجارب أكسفورد-أسترازينيكا: "هذا حدث نوعًا ما بين عشية وضحاها".

ماذا عن الموافقة؟

تقول الدكتورة بيني وارد الأستاذة الزائرة في الطب الصيدلاني في كينجز كوليدج لندن ورئيسة لجنة التعليم والمعايير بكلية الطب: إنَّ الموافقة على الأدوية الجديدة تستغرق عادةً حوالي 6 إلى 9 أشهر، لكن هذا يرجع جزئيًا إلى أن البيانات الضرورية غالبًا ما يتم تسليمها إلى الهيئات التنظيمية دفعة واحدة.

وفي حالة لقاحات كوفيد 19، جرى تسريع وتيرة تلك العملية من خلال ما يُعرف باسم "المراجعة الدورية"، من خلال تقديم المعلومات للجهات التنظيمية عند التوصل إليها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة