رغم "كورونا".. توقعات بنمو الاقتصاد الصيني في 2021

ترجمة - الرؤية

توقَّع تقريرٌ لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أنْ يتوسَّع اقتصاد الصين في العام 2021؛ تصديقًا لتوقعات المحللين منذ العام 2019، رغم وباء فيروس كورونا وتداعياته السلبية.

ويتوقَّع الخبراء أنْ تشهد الصين في العام 2021 نموًّا سريعًا غير عادي، ويعتقد بعض الاقتصاديين أنَّ اقتصاد التنين قادر على تجاوز نسبة نمو 9%. ومن المرجح أن تتوسع معظم الاقتصادات التي تعافت من جائحة كوفيد 19 في العام 2021 بسرعة غير معهودة، بعد أن تقلصت بوتيرة غير مسبوقة في 2020. وما يميز الصين أنها ستنجح أيضًا في النمو بنهاية العام الجاري، وإن كان ذلك بصورة متواضعة.

ويعني التعافي السريع أنَّ الناتج المحلي الإجمالي للصين للعام 2021 سيكون على مسافة قريبة من توقعات ما قبل الوباء. وبالعودة لديسمبر 2019، على سبيل المثال، توقَّعت "ذي إيكونوميست" أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى حوالي 15.8 تريليون دولار في العام 2021. والآن تتوقع المجلة أن يكون أكثر من ذلك بقليل (ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى ضعف الدولار).

ولن يتعافى أي اقتصاد كبير آخر تعافيا كاملا، بما في ذلك الدولة التي تعاملت نسبيًّا جيدا مع كوفيد 19؛ فاليابان -على سبيل المثال- ستفشل، وكذلك ألمانيا في تحقيق أي نمو. وفي الواقع، قد يتفوق اقتصاد الصين على الناتج المحلي الإجمالي المشترك للاتحاد الأوروبي في عام 2021 أو ما يقرب من ذلك.

وساعدتْ الصادرات انتعاش الاقتصاد الصيني؛ حيث استحوذت على حصة قياسية في السوق العالمية، إذ صدرت الصين أكثر السلع رواجا في 2020 مثل الكمامات والمعقمات لتلبية الطلب العالمي، إلى جانب أجهزة التليفزيون والإلكترونيات الاستهلاكية لتلبية الطلب العالمي على خدمات الترفيه الشخصي.

وأسهم الاستثمار -خاصة في البنية الأساسية والعقارات- مدعومًا بنمو ائتماني قوي في نمو الاقتصاد، ففي أغسطس 2020، قالت شركة قطارات الصين الحكومية إنها ستربط كل مدينة بها ما لا يقل عن نصف مليون شخص بشبكة عالية السرعة في البلاد، مما يضاعف حجمها تقريبًا بحلول عام 2035.

لكن على النقيض، تراجع إنفاق الأسر. بينما سيُسهم الاستهلاك الخاص في نمو اقتصاد الصين عامي 2020 و2021 بدرجة أقل من الاستثمارات، وكانت آخر مرة حدث ذلك في عام 2015. والانتعاش غير المتوازن أفضل من عدم الانتعاش على الإطلاق. لكن نمط النمو في الصين سيخلق -رغم ذلك- بعض المشكلات لصانعي السياسات في العام 2021.

وبالنسبة لمعظم الاقتصادات، أدى الوباء إلى دخول عالم جديد مؤقت، يتسم بحالات انتعاش هشة وسياسات غير واضحة ونماذج أعمال متطورة. لكن الأمور مختلفة في الصين. وبدلاً من ذلك، أعاد الفيروس الاقتصاد إلى منعطف مألوف في السياسة، إلا أن رقم الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021 لن يكون مفاجئا، بل سيكون في نطاق التوقعات المعهودة.

تعليق عبر الفيس بوك