◄ بعض المرضى يحملون "شظايا جينية" من الفيروس في أنوفهم وحلوقهم لـ3 أشهر
◄ خبراء: فترة عزل لمدة 5 أيام ستشجع المرضى على الالتزام مقارنة بـ14 يوما
ترجمة - الرؤية
أظهرَ تحليلٌ جديدٌ لبحث سابق أنَّ الأشخاص المصابين بكوفيد 19، هم الأكثر نقلا للعدوى قبل يومين من بدء الأعراض ولمدة خمسة أيام بعد ذلك، حسبما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
واقترحت دراسات أخرى أن قلة من المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة أو يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد يستمرون في نقل العدوى الفيروسية أو نشرها بقوة لمدة تطول لنحو 20 يومًا. ووجد التحليل الجديد أنه حتى في حالات الإصابة الخفيفة، قد يتخلص بعض المرضى من فيروس حي خلال أسبوع تقريبًا.
ومثل هذه البيانات تطرح أسئلة محيرة: هل يجب على مسؤولي الصحة العامة تقصير وقت العزل الموصي به إذا كان ذلك يعني تعاون المزيد من المصابين؟ أم هل ينبغي على المسؤولين أن يختاروا فترات أطول من أجل منع انتقال العدوى في جميع الحالات تقريبًا، حتى لو كان ذلك يضر بالاقتصاد؟
وتوصِي المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بعزل المصابين لمدة 10 أيام على الأقل من بداية مرضهم. وتدرس المراكز تقصير فترة العزل الموصي بها وقد تصدر إرشادات جديدة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وفقًا لمسؤولين فيدراليين على دراية بالمناقشات.
وفي سبتمبر، خفضت فرنسا فترة العزل المطلوبة إلى سبعة أيام من 14 يومًا، وتفكر ألمانيا في تقصيرها إلى خمسة أيام. ويشير مفهوم العزل إلى الأشخاص المرضى؛ أما مفهوم الحجر الصحي فيشير إلى الأشخاص الذين تعرضوا للفيروس وقد يصابون بالمرض.
وقال الدكتورة موج شيفيك خبيرة الأمراض المعدية في جامعة سانت أندروز في أسكتلندا الذي قاد التحليل الجديد، والذي نُشر في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إن تحديد فترة العزل بخمسة أيام سيكون أكثر قبولا وقد يشجع المزيد من الأشخاص المصابين على الامتثال.
وأظهرَ استطلاعٌ حديثٌ في المملكة المتحدة أن واحدًا فقط من كل خمسة أشخاص كان قادرًا على تحمل العزل لمدة 10 أيام بعد ظهور الأعراض. وأضافت شيفيك: "حتى لو أجرينا المزيد من الاختبارات، إذا لم نتمكن من ضمان عزل الأشخاص بأنفسهم، لا أعتقد أننا سنكون قادرين على التحكم في الانتشار".
وفي الولايات المتحدة، لا يخضع الكثير من الأشخاص لفحص العدوى إلا بعد يوم أو يومين من بدء الشعور بالمرض. ومع تأخر ظهور النتائج، يتلقى الكثيرون نتيجة الفحص بعد يومين أو ثلاثة أيام، في نهاية الفترة التي يكونون خلالها ناقلين للعدوى.
وشرعت الدكتورة شيفيك وزملاؤها في تحليل ما يسمى بحركية الفيروس التاجي على مدار العدوى، ومقارنة العامل الممرض بفيروسات السارس وفيروس كورونا ذات الصلة الوثيقة.
ونظر الباحثون فيما يقرب من 1500 دراسة نُشرت في الفترة من 2003 إلى يونيو 2020 حول توقيت الإصابة لدى آلاف الأشخاص، وكان معظمهم في حالة مرضية تستدعي دخولهم المستشفى. واستمد الفريق بيانات من 79 دراسة لفيروس كورونا المستجد، و11 دراسة عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وثماني دراسات عن سارس.
ووجدت الدكتورة شيفيك وزملاؤها أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض أبدًا يحملون نفس الكمية من فيروس كورونا المستجد، كما لو كانوا مرضى يعانون من أعراض واضحة. لكن يبدو أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض يتخلصون من الفيروس بسرعة أكبر من أجسادهم.
وخلص التحليل إلى أن الأشخاص المصابين بكوفيد 19 عادة ما يكونون أكثر نقلا للعدوى قبل يوم أو يومين من ظهور الأعراض، حتى حوالي خمسة أيام بعد ذلك. ومع ذلك، قد يحمل المرضى "شظايا جينية" من الفيروس في أنوفهم وحلقهم لمدة 17 يومًا في المتوسط، وفي بعض الحالات، لمدة تصل إلى 3 أشهر.
وأشارت الدكتورة ميجان راني طبيبة الطوارئ في جامعة براون، إلى أن قلة من المرضى قد يحملون فيروسات معدية في رئتيهم -على عكس الأنف والحلق- لمدة ثمانية أيام بعد بدء الأعراض. وبالنسبة لهؤلاء المرضى، على الأقل، من المحتمل أن تكون فترات العزل أطول من خمسة أيام، إذا أمكن تحديدهم فقط.
ويميل كبار السن إلى أن يكونوا ناقلين للعدوى لفترة أطول من الأشخاص الأصغر سنًا، لكن لم تكشف أي دراسة في التحليل عن وجود فيروس حي بعد تسعة أيام من ظهور الأعراض. وقالت الدكتورة شيفيك إن النتائج تشير إلى أن الاختبارات الإيجابية بعد تلك النقطة وجدت شظايا جينية فقط، وليس فيروسًا حيًّا كاملًا.
وقال الدكتور ستيفان بارال عالم الأوبئة في جامعة جونز هوبكنز: "قد يظل بعض الأشخاص الأكبر سنًا أو المرضى شديدي الأعراض ناقلين للعدوى لمدة تزيد عن أسبوع، لكن فترة أقصر من العزل ستشجع عددًا أكبر من الأشخاص على الالتزام به، ومن ثم سيعوض ذلك أي خطر على المجتمع من الكمية الصغيرة من الفيروس التي قد لا يزال يحملها عدد قليل من المرضى بعد خمسة أيام".
غير أن بعض الأطباء قالوا إنهم لم يقتنعوا بذلك التحليل بأن خمسة أيام من العزل ستمنع انتقال العدوى من غالبية المصابين.