الدراما البدوية بعد سالم بهوان

محمد بن سلطان الساعدي

ثمانون مشهداً احترقت بسبب التصوير، في الحرارة والرمل، والثعابين تتربص في أماكن التصوير التي وصلت مائة يوم، واحتراق ثلاث كاميرات.. كل هذا لم يثنِ صاحب الطموح وحلم تأسيس ولادة أول دراما بدوية عمانية.. إنه الفنان الراحل سالم بهوان، الذي تحمل كل الصعوبات، من أجل أن نرى الدراما البدوية العُمانية واقعاً نشاهده على الشاشة، خصوصاً وأن بلادنا زاخرة بكل شيء، وحياة البادية لا يزال يعيشها الكثير من البدوان في وقتنا الحاضر.

سالم بهوان رغم كل الصعوبات حقَّق حلم عشاق المسلسلات البدوية، وأذكر من ثلاثة اتصالات مع الراحل سالم بهوان، الذي لم تتِح لي الأقدار أن ألتقي معه وجهاً لوجه، معرفتي به كانت من خلال حوار صحفي لجريدة "الرُؤية" كنت أجريته مع أحد المواهب الشابة عام 2010، وأشارنا وقتها لمسلسل الغريقة وإعجابنا به. فذكر لي سالم بهوان -يرحمه الله- أنه تابع اللقاء الذي أجريته وتم نشره في جريدة "الرؤية"، وأيضاً ذكر أنه مستعد لأي موهبة من مصيرة ويحبون المشاركة في المسلسل البدوي "ود الذئب"، فوعدته بأن إذا وجدت أحدًا سأتواصل معه، وكنت أشكر جهوده في مسلسل "ود الذئب"، وكان يتكلم عن المسلسل بحماس وحب وأنه ماضٍ في تقديم ما هو أفضل، لأنه ابن البيئة البدوية، وهو أقرب منها ويعرف ويبحث في كل التفاصيل الدقيقة لتلك الحقبة الزمنية من حياة البادية، والتي لم يغفل عنها الفنان الراحل سالم بهوان.

المُتتبع لسيرة الفنان الراحل سالم بهوان يجذبه مدى الدعم الذي يقدمه هذا الفنان لشباب عمان، ويقول رحمه الله في إحدى المقابلات التليفزيونية: إنَّ الشباب لا يحصلون على فرصة مع الأسف من بعض المخرجين، بسبب البعد عن العاصمة مسقط، ويرى المخرجون أن الممثل العُماني سيكلفهم إقامة في الفندق وأكل وخلافه، في حين أنَّ الممثل الخليجي ييحملهم سكنا وأجرا عاليا في التمثيل، لكن للأسف أبناء وطنهم لا يعطوهم الفرصة. نعرف مدى حبه لأبناء الوطن وضرورة إعطائهم الفرصة حتى يثبتوا أنهم ممثلون بارعون فيما لو أعطاهم أي مخرج الفرصة لذلك.

ويتساءل محبو الدراما البدوية في السلطنة: بعد سالم بهوان هل ستختفي الدراما؟! ومن سيتحمل إخراجها في المستقبل، خصوصاً وأن التجربة التي اشتغل عليها الفنان الراحل كانت ناجحة بكل المقاييس وبشهادة الجمهور المتابع لمسلسل "ود الذئب"، فنتمنَّى من خلال هذا المقال أن نحفز المخرجين في السلطنة، بأن يُكمِلوا الحلم للدراما البدوية واستمرارها، خصوصاً كما ذكرنا أن لها محبيها من المشاهدين، ويكون لديهم الرغبة والحماس وبنفس الاجتهاد الذي بذله الفنان سالم بهوان، وهي دعوة لهم بأن يجدِّدوا ويطوروا في الدراما البدوية العُمانية، على خُطى الراحل سالم بهوان، الذي أحب العمل واجتهد فأخرج لنا عملا جميلا سيظل في ذاكرة الدراما.. رحمك الله يا أبو حمد.

تعليق عبر الفيس بوك