الصين تواصل التعافي الاقتصادي من "كورونا" مع نمو الاستهلاك

75.8 مليار دولار مبيعات "علي بابا" في "يوم العزاب" بالصين

ترجمة - الرؤية

ذكر تقريرٌ لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنه ومع استمرار الصين في التخلص من تداعيات فيروس كورونا، يتنامى دور الاستهلاك في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، ويرى بعض الاقتصاديين أنَّ الأسر الصينية تتأهب قريبًا نحو إنفاق مستدام بعد شهور من الحذر.

وارتفع نشاط التسوق عبر الإنترنت، ومدد موقع "علي بابا" -منصة التجارة الإلكترونية الرائدة في البلاد- فعالية "يوم العزاب" لمدة تزيد على 11 يومًا، وقالت الشركة إن المتسوقين في الصين قدموا طلبات بقيمة 498.2 مليار يوان (75.8 مليار دولار)، بزيادة 26% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وعلى نطاق أوسع، تخلف النمو في مبيعات التجزئة هذا العام عن الإنتاج الصناعي، المحرك البارز للانتعاش الرائد عالميًّا من فيروس كورونا في الصين.

وتشير أحدث البيانات إلى أنَّ الاستهلاك بدأ في سد الفجوة، وأظهرت الأرقام الرسمية الصادرة في منتصف نوفمبر أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 4.3% في أكتوبر، مقارنة بارتفاع 6.9% للنمو الصناعي. وتحولت مبيعات المطاعم، الحساسة لقيود فيروس كورونا، إلى النمو الإيجابي للمرة الأولى هذا العام؛ حيث أضافت 0.8%.

وفي تقرير حديث، توقع بنك مورجان ستانلي أن يحل الاستهلاك الخاص محل الصادرات واستثمارات البنية التحتية كمحفز رئيسي للنمو في الصين العام المقبل، مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9%.

وقال روبن شينج كبير الاقتصاديين الصينيين في مورجان ستانلي: "لدينا الكثير من المدخرات الزائدة من قبل المستهلكين الصينيين لهذا العام". وأضاف: "نتوقع أن يتم الإفراج عن هذا الفائض في الادخار جزئيًا في عام 2021؛ حيث من المرجح أن تتحسن ثقة المستهلك".

وأشار مورجان ستانلي إلى أن المدخرات في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام بلغت 37% من الدخل المتاح، لا سيما أعلى من السنوات السابقة. وفي العام 2019، بلغ المعدل 32%.

ويتوقع الاقتصاديون في بنك جولدمان ساكس أنَّ الاستهلاك "سيتولى زمام الأمور وسيصبح المحرك الرئيسي للنمو في عام 2021"، ويقدرون أن استهلاك الأسرة سيزيد بنسبة 13% في عام 2021، مقارنة بانخفاض بنسبة 4% في عام 2020.

وإضافة لمعدل ادخار الأسر المنخفض، يتوقع الاقتصاديون استمرار تعافي سوق العمل، مع وجود مؤشرات قليلة على "تأثيرات طفيفة". وبلغت نسبة البطالة في المناطق الحضرية 5.3% في أكتوبر مقارنة مع 5.2% في نهاية العام الماضي.

وأشار جينج يانج تشن الخبير الاقتصادي في الصين الكبرى في بنك HSBC، إلى أن بعض قطاعات الخدمات، مثل السياحة، لم تتعافَ تمامًا حتى الآن، بناءً على أحدث البيانات. وسلوك المستهلك عبر القطاعات غير متوازن، ويرتبط جزئيًا بالتأثير المستمر للفيروس حتى مع استمرار انخفاض حالات الإصابة. وعلى النقيض من ذلك، انتعشت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت بنسبة 24% على أساس سنوي في أكتوبر.

ومع ذلك، ترسم مبيعات السيارات صورة تحسن الطلب خارج الإنترنت، حيث ارتفعت بنسبة 12.5% على أساس سنوي في أكتوبر. كما إنها توفر نظرة ثاقبة للدعم الذي يمكن أن تقدمه الصين المتعافية للشركات العالمية. وسجلت شركة صناعة السيارات الألمانية "بي إم دبليو" هذا الشهر أفضل أرقام مبيعاتها في التاريخ، مدفوعة بالمبيعات في الصين التي ارتفعت تقريبًا على أساس سنوي في الربع الثالث.

وترى الصحيفة أن الانتعاش الكامل للإنفاق سيدعم استراتيجية طويلة الأجل في الصين؛ حيث تهدف الخطة الخمسية الجديدة للحكومة إلى التأكيد على الاستهلاك المحلي. ويتوقع بنك مورجان ستانلي أن يتجاوز دخل الفرد الصيني 14000 دولار بحلول عام 2025، وهو ما قاله شينغ إنه "سيتجاوز عتبة وضع الدخل المرتفع".

وزاد الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين مؤخرًا، لا سيما في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية التي تستهدف المستهلك الصيني.

تعليق عبر الفيس بوك