آمال اللقاح لا تدعم التعافي

الهند تعاني من أطول ركود لأول مرة منذ ربع قرن

ترجمة - الرؤية

دخلتْ الهند رسميًّا في ركود اقتصادي، للمرة الأولى منذ ما يقرب من ربع قرن؛ حيث يُواصل وباء كورونا إلقاءَ عبء ثقيل على ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، بينما يُحذِّر اقتصاديون من أن ديلهي سيتعين عليها بذل المزيد من أجل التعافي من الركود، وفق ما نشرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية.

وأظهرتْ بيانات رسمية أن الناتج المحلي الإجمالي للربع من يوليو إلى سبتمبر انخفض بنسبة 7.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، عندما كان الاقتصاد ينمو بأكثر من 4%. ويأتي ذلك بعد انخفاض قياسي بنحو 24% في الناتج المحلي الإجمالي في الفترة من أبريل إلى يونيو، وهو الربع الأول من السنة المالية الهندية. وقالت وزارة الإحصاء الهندية في بيان "بهدف احتواء انتشار جائحة كوفيد 19، فُرضت قيود على الأنشطة الاقتصادية غير الضرورية خلال الربع الأول". وعلى الرغم من رفع القيود تدريجيا، كان هناك تأثير على الأنشطة الاقتصادية.

وبينما عاد التصنيع إلى النمو، عانى قطاع الخدمات للمرة الثانية على التوالي من انخفاض مزدوج. وقال شيلان شاه كبير الاقتصاديين الهنديين في كابيتال إيكونوميكس: إنَّ الاستهلاك الحكومي انخفض أيضًا بشكل حاد جزئيًا بسبب "الاستجابة المالية غير الكافية للأزمة". وأضاف شاه أن النتائج الأولية الإيجابية من "استرازينكا" بشأن اللقاح الخاص بها تمثل أخبارًا جيدة للهند، بالنظر إلى أن لديها واحدة من أكبر الطلبيات في أي دولة وسيتم إنتاج اللقاح محليًا. وقال في مذكرة بحثية إن اللقاح "العلامة الأكثر تشجيعًا حتى الآن على أن الهند أمامها طريق لإنهاء وباء كوفيد 19 والتباعد الاجتماعي الذي لا يزال يؤثر على الاقتصاد".

وقالت بريانكا كيشور رئيسة اقتصاديات الهند وجنوب شرق آسيا في أكسفورد إيكونوميكس، إنَّ تحديات التوزيع قد تعني أن اللقاح لن يكون متاحًا على نطاق واسع حتى النصف الثاني من العام المقبل. هذا إلى جانب بعض المخاوف من أن عدم الوضوح فيما يتعلق بالبيانات من تجارب اللقاح قد يؤخر الموافقة التنظيمية.

وقال الاقتصاديان إن الاقتصاد الهندي أمامه طريق صعب. وقالت كيشور: "غياب استجابة مالية شاملة... سيعوق النمو في المستقبل". بينما أضاف شاه: "في ظل هذه الظروف، من المرجح أن تظل السياسة النقدية فضفاضة للغاية في المستقبل المنظور، ونعتقد أن الأسواق متشددة للغاية في توقع زيادات متواضعة في أسعار الفائدة في عام 2022".

وتسلط بيانات الناتج المحلي الإجمالي الضوء على تباين حظوظ الهند والصين في أعقاب الوباء.

وبينما استمرت دول عدة حول العالم في معاناتها من الفيروس، تسارع تعافي الصين في الربع الأخير. وفرضت الدولة إغلاقًا صارمًا وسياسات تتبع السكان بهدف احتواء الفيروس، وخصصت مئات المليارات من الدولارات لمشاريع البنية التحتية الكبرى لدعم النمو الاقتصادي. وقد تكون الصين صاحبة الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي ينهي العام بمعدل أكبر مما بدأه.

تعليق عبر الفيس بوك