ليلة رحيل أمي

عبدالله الفارسي

 

هذه الحكاية رائعة جدا كروعة أبي، ولكن مؤلمة جدا كفقدان أمي!

تطرقت ذات مقال سابق مرَّ عليكم من هنا إلى قصة وفاة والدي؛ فقد توفي والدي فجأة ودون سابق إنذار، ودون أن يقول لي: وداعاً، ودون أن يهديني نظرة أو يعطف عليّ بإبتسامة، لقد تركني قبل أن اتعرف عليه معرفة واضحة، تركني قبل أن يمازحني وأمازحه، لقد دفنته قبل أن أكتشف تلك التجاعيد التي نبتت تحت عينيه، وحثثت على جسده التراب قبل أن ألمس تلك الخطوط التي ارتسمت على جبهته، لقد أمطرته بالتراب قبل أن أمطره بالقبل!!

كنت عائدا من مدرستي التعيسة وتلقفني خبر وفاته قبل نزولي من السيارة، فلدينا والحمد لله شبكة إخبارية كاسحة، تطلق عليك أخبارها القاتلة، وتلقيها في وجهك، ويغرسونها في صدرك ثم يلوذون بالفرار، ولا يبالون!! كانت وفاة والدي ضربة قوية في العمود الفقري لحياتي، فإصابته بجلطة دماغية قاتلة ووفاته وهو في مستوى عال من الصحة، والقوة والتعافي زلزلت عقيدتي في الحياة، وبدأت أشك في قضايا إيمانية كثيرة، أنخفض بسببها معدل إيماني بـ"القدر" إلى درجة متدنية جدا جدا!! كانت وفاة والدي وأنا في بداية عملي وفي ذروة لهفتي وحماسي لتسديد الدين الكبير الذي علي تجاهه، وفاته في تلك الفترة بالذات، كانت طعنة نجلاء في كل اعتقاداتي، وثوابتي الدينية! لقد انكسرت سفينتي قبل أن يحضنها البحر، وتمزقت ساريتي قبل أن تعانقها الرياح، أو تباركها النوارس!!

لا شيء يدوم، لا استقرار في هذا الكون، ولا حقيقة ناصعة في أي شيء، كل شيء من حولنا مجرد هلام، وهم، خداع، سحب وسراب، يظهر حين نعتقد بإختفاءه،. ويختفي حين نتيقن بظهوره!! وكل جزئي في هذا الكون يجب أن يتحرك، ويتبدل، ليختفي، ثم يظهر غيره، ليلمع، ويتجدد، ويتمدد، ثم يتلاشى ويندثر، وهكذا دواليك، إنه قانون الوهم، إنه قانون الفناء والخلق، والتجدد!!

مصيبتي أنني من النوعية التي تعبد الله على حرف، وما زلتُ على نفس الدرجة الإيمانية هذه لم تتطور إيمانياتي ولم تزد ولم تنقص. كلما كانت الدنيا أمامي رحيمة، متصالحة، تصالحت مع الله، وتقربت إليه، وكلما كشرت الدنيا عن أنيابها في وجهي، أنسحبت قليلاً عن الله، ولم أتقرب إليه بالنوافل، لكن دون أن أصادمه بالمعاصي أو أناطحه بالرذائل، يكون ابتعادي عن الله هادئا، ولطيفا، ومسالماً للغاية، أنا رجل أنيق جدا حتى في عصياني!! وذلك من منطلق إيماني الراسخ بأن الله يعلم قدرات الإنسان وكفاءته النفسية في التحمل والصمود، فهو الخالق الذي خلقه وصنعه، وزوده بطاقات محددة للأداء والاحتمال والفاعلية، هو من منحه القدرة، وهو من حدد وقت نفاذها، وتاريخ نهايتها وتوقف صلاحيتها.

حاولت جاهدا تغيير هذه الصفة القبيحة الآثمة، ولكني فشلت فشلا ذريعا في ذلك، لأنني تيقنت بأن "الإيمانيات" قسمة ونصيب، فهي أيضاً مقسمة ومحددة سلفاً كالصحة والمال والزوجة والولد، ولا يملك المخلوق البشري أية إمكانية في تغييرها أو تعديلها، أو رفع منسوبها مهما ثابر وحاول لذلك سبيلا!! بعد شهر من دفن والدي في مقبرة المدينة المفزغة ذات الأبواب المشرعة والتي تسكنها  كلاب المدينة الضالة وتتكاثر محافظة على سلالتها دون أن يزعجها أحد أو يقلق مضجعها!!

تدريجياً.. بدأت صحتي الإيمانية تتعافى، وارتفعت درجات تقربي إلى الله، وكثرت خطواتي إلى المسجد، وزاد منسوب الإيمان في داخلي بسبب وجود والدتي الحبيبة، العظيمة، إنها الطاقة الإيجابية الوحيدة لحياتي، إنها المحطة الرئيسة التي تمدني بالأمل والطاقة وتزودني بالنور والثبات، ولكن كما قلتُ لكم لا شيء يظل راكدا، متسمرا في مكانه لا استقرار للنفس، ولا ثبات للمشاعر؛ حيث لم تكد أزهار الإيمان واليقين تُزهر، وتتفتح في داخلي، وتشرئب، ويفوح أريجها في أرجاء الروح، وأزقتها، وجنباتها، حتى جاءت الضربة القاصمة العنيفة الثانية، وهي إصابة أمي الغالية بجلطة دماغية أشد عنفا وحقدا من جلطة المرحوم والدي، فقد أصيبت والدتي بشلل كامل، أفقدها الحركة، والنطق بشكلٍ كلي. هنا، توقفت معي بوصلة الحياة، واختل توازن الكون في عيني، وتبعثر محصول الإيمان في صدري وعوت الذئاب في روحي، وفقدت القدرة على استيعاب مفهومي "الوجود والعدم" وأدركت يقينا "عبثية" الحياة ولا جدواها!!

بعد شهر من سقوطها، تدهورت حالة والدتي الصحية، فتم نقلها إلى مستشفى صور ثم إلى مستشفى في العاصمة، وهناك بدأ مسلسل جديد من المعاناة والأرق، والصداع.

كانت معاناة مشتركة، مزدوجة بيني وبين والدتي! فقد ابتعدت والدتي عن ابنتها الوحيدة "أختي" والتي كان وجودها بمثابة صمام البهجة والأمان لها، فقد كنا نشعر بارتياحها من خلال بريق عينيها، وضياء وجهها الذي كان ينير غرفتها بكاملها، فقدت والدتي تواجد ابنتها بجانبها، إلاّ في نهاية الأسبوع أو الأسبوعين أحيانا، وفقدتُ أنا الراحة بالمطلق، فقد كنت أقطع المسافة من صور إلى العاصمة مسقط يوميا، ولمدة أربعة أشهر كاملة متتالية، ورغم إلحاح المشرف الصحي بالمستشفى ورجاءه لي بعدم المجيء يوميا وتكبد كل هذه المسافات، وأن والدتي تحظى بالعناية الكافية والفائضة، إلاّ أنني لم أكترث بإلحاحه ونصائحه، فالقضية ليست قضية اهتمام ومُراعاة ومتابعة، القضية كانت أكبر من ذلك بكثير، إنه إحساس داخلي عميق يتدفق مني ويجبرني على التحرك المتواصل وتوصيل الإحساس الإيجابي الكامل لوالدتي يومياً، زيارتي اليومية لها هي بمثابة وجبة يومية يجب أن تتناولها في وقتها، لتنتشي وتبتهج، ولنؤكد لها بأن أولادها لم يتركوها مرميَّة بالمستشفى، وأننا لم نهملها.

كان واجبا شعوريا ضميريا حتميا يجبرني على إشعارها بأننا بجانبها، وبقربها، واننا نهفو لرؤيتها في كل دقيقة وساعة من أيامنا، ولحظاتنا، فقد كانت تكفيني ابتسامتها التي تنتزعها من أعماقها البلورية الناصعة فور وصولي إلى غرفتها، تلك الإبتسامة النادرة التي تستقبلني بها كانت تمسح عني أرق التفكير، ومشاق الطريق، لقد كانت تعرف ساعة وصولي بالضبط، فأجد رأسها خاشعا، ميمما شطر الباب، وعينيها متسمّرة على مدخل الغرفة تنتظر دخولي، لتحضنني بتلك الابتسامة الملائكية الي لا توصف، كانت ابتسامتها ابتسامة مرسولة من الجنة، مغلفة بالنور، مخيوطة بالضياء معجونة بالحبور، إنها ابتسامة عجزتُ ان أرسمها، ولا يمكن أن ترسمها أية ريشة من ريشات الرسامين والعباقرة، إنها أروع بمراحل من ابتسامة موناليزا دافنشي.

حاولنا في تلك الفترة علاجها بالخارج، فقد شعرتُ بتدهور صحتها، ونكوص حالتها بشكل يثير الرعب، وهذا طبيعي جدا، فمستشفياتنا مجرد صالات وأجنحة وجدران صقيلة وجميلة، لكن الكادر الطبي والتمريضي كان هزيلا للغاية، بل كان مهزلة كبيرة في تلك الفترة وربما تحسن وضعهم الآن بعض الشيء كما يكتبون ويثرثرون في الجرائد. بدأت عينيها تفقدان ذاك البريق الذي عهدته منها، والذي لا أخطئه أبدا، لقد ذبل ذلك البريق، وربما أختفى، وتلاشى إلى الأبد، وماتت ابتسامتها التي كانت تستقبلني بها عند كل زيارة، وخفت الضوء اللامع من وجنتيها، وتجعدت جبهتها البيضاء الناصعة،. وكأنها تُعلن الوداع وتتأهب للإنطفاء، وترتل أنشودة الرحيل!!

الطبيب المختص رفض خروجها من المستشفى بسبب تعقد حالتها الصحية، واستحالة تمكنها من تحمل أوضاع السفر وظروفه. وذات مساء حالك، صارحني الطبيب ورمى في قلبي كل المرارات التي لا أرغب في سماعها، فجمعها دفعة واحدة، وشحنها في طلقة صغيرة واحدة قاتلة، وأطلقها على صدري، فكانت كافية، ووافية، قال لي الطبيب: عبدالله.. أمك لن تعيش طويلاً، فدعها تموت هنا بسلام!!

كنت أقضي ساعات طويلة صامتا متفكرا في والدتي المسكينة، كنت احترق ألماً من عجزي التام عن تقديم أي شيء لها يمنحها الراحة، أو يسكب عليها بعضا من الشفاء، كنت أتساءل: لقد عاشت أمي كل أصناف الشقاءات منذ طفولتها، تزوجت وهي طفلة لم تتجاوز الخامسة عشرة، وفقدت تسعة من الأولاد بعد ولادات متعسرة، لقد مارست كل برامج العذاب ودورات الألم حين كان يسافر والدي إلى دول بعيدة ولا يعود لسنوات، فكانت هي الإسفنجة اللينة التي تمتص أمراضنا وعوزنا وحاجاتنا ومصائبنا وأوجاعنا، وقذاراتنا، وقلة أدبنا، وعصياننا. والآن، حين كبرنا وتلهفنا لإسعادها وإرجاع الديّن لها، سقطت أمامنا شبه ميتة، يحرقها المرض، ويجلدها الخوف والفزع، أية عدالة هذه؟! وأية قسمة تلك؟!

إذن، كنت قاب قوسين أو أدنى من فقدان أعز مخلوقٍ لديّ في هذه الحياة، إنها العمود الوحيد الذي أستند عليه للثبات والاتزان، إنها الروح التي تلهمني الوقوف، وتدفعني للسير، وتحثني على الانطلاق!

بدأت حالة والدتي تسوء يوماً بعد يوم، فأخذت تذبل أمام عيني كزهرةٍ حُرمت من الماء والقطر، كوردة منعت من النور والضياء. اقترحتُ على الطبيب المسؤول نقلها إلى بيتنا فرفض بشدة، ولكنني أقنعته برغبتنا في أن تموت أمنا بيننا، في بيتها ووسط أبنائها، ونتمنى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بين أيدينا، وفوق أكفنا المرفوعة للسماء. لذلك أصررتُ على موقفي هذا ورفضت رفضا قاطعا بقائها بالمستشفى ليوما آخر، لأنني على إطلاع تام وعلم أكيد ماذا يعني الموت في مستشفى بعيد عن بيت الميت وموطنه، ومتابع جيد لكل إجراءات التعذيب التي يتلقاها الميت بعد موته، فنحن وبكل فخر متخصصون أيضا في جلد الجثث، وتعذيب الأموات، ووداعهم بطريقة قبيحة، ومرعبة!! اقتنع الطبيب بصعوبة، ووافق على إخراج أمي من المستشفى، بعد أن وقَّعتُ إقرارا بتحمل مسؤولية أية مشكلة تحدث لها في الطريق!!

اتفقتُ مع سائق سيارة الإسعاف على بعض النقاط، وطلبت منه أن يكون خلفي طوال الطريق، وقررتُ أخذ والدتي إلى بيت ابنتها الوحيدة "أختي" فقد كانت متلهفة لها، ومتشوقة لعناقها، وربما تفكر في توديعها بطريقتها الخاصة، فهي ابنتها الوحيدة ومحبوبتها الأثيرة، والتي كانت الأقرب إليها في كل شيء، والقريبة دومًا إلى قلبها. وصلنا إلى مدينتي ولله الحمد في وقت مناسب ودون إشكالات أو مضاعفات طبيَّة كما كان يتوقع الطبيب، وأنزلنا الوالدة بسريرها المستعار من المستشفى، ووضعناها في غرفة خاصة كانت مهيأة لها في بيت أختي الصغرى، والوحيدة، كم هو جميلٌ ورائعٌ أن تكون لديك أخوات عديدات، إنهن نماذج مصغرة من "الأم"، إنهن أمهات احتياطيات، يمنحنك الحب الذي تفقد، والحنان الذي تحتاج، الأخت مفهومٌ سام جميل، ومصطلح رباني فريد، هناك الكثير من الناس لم يكتشفوا حقيقته، ولم يعرفوا أسراره وعظمته، إنها نعمة كبيرة لأولئك الذين يعيشونها ويعايشونها، ويشعرون بعظمتها، ودفئها، وجمالها. ودعني سائق الإسعاف بكل أدب، وتقدير، رافعاً يديه بالدعاء لأمي مودعا، ومتأثرا.

لم يدم الحال طويلاً، فقد كانت الأوضاع تسوء يوما بعد يوم، وساعة بعد ساعة، وكنا نتناوب على الجلوس بجانبها، تارة أخي الأكبر وتارة أختي، وتارة أنا، ولكني لاحظت بأن سماء غرفتها كانت تتلبد بالغيوم، ومناخها يعوي بالاكفهرار والحزن، كنت أشعر بتواجد ملك الموت متكئا في زاوية ما من زوايا غرفتها، يتحين الفرصة لخروجنا، ليقوم مهمته الأزلية!!

في لحظاتها الأخيرة شعرت بها كثيرا، أحسست بدنو أجلها، فقررتُ الاعتكاف معها، وإعفاء أخي وأختي من مناوبة المبيت الليلي معها، متبرعا بالاضطلاع بهذه المهمة بنفسي، كانت لديَّ رغبة ملحة وجامحة في قضاء أطول وقت ممكن معها، وبجوارها، والتمتع برؤيتها، ومداعبة يديها وأصابعها، وتقبيل جبهتها ورأسها، وشم شعرها، واستنزاف كل روائحها الفريدة العالقة بجسدها الطاهر المُسجى أمامي دون حراك.

كنت أتأمل وجهها، يا إلهي إنها مازالت شابة، مازال وجهها شابا يقظا، متألقا، ومُضيئا، مازال شعرها أسودا فاحما وطويلا وجميلا؛ إنها في بداية العقد الخامس من عمرها، ما زال لديها مخزون هائل وضخم من الحب والأمومة، والحنان يسكن قلبها العظيم، إنه يكفي لإطعام وإشباع أحفادها الكُثر الملتفين حولها!!

كنتُ أشعر بدنو أجلها، أشعر بنفاد الأنفاس لديها، أشعر بأنَّ الأيام أصبحت ساعات، وأن الساعات أصبحت دقائق، وأن الدقائق بدأت تحتضر وتتقلص الى ثوان، حتى جاءت ساعة من ساعات الليل، ساعة مظلمة ظالمة، كانت ليلة خميس، وبعد انتصاف الليل، وفور ذهاب أخي وأختي إلى النوم، تأملت وجهها الرائع، وعينيها الشاخصتين، كانت عيناها ترمشان رمشة خفيفة كل خمس دقائق، فتأكدت بأن هذه هي ليلتها، إنها "ليلة زفافها إلى الجنة".

فأمسكت المصحف، وأخذت أتلو فوق رأسها ما تيسر من الآيات والسور، فنحن وبكل فخر واعتزاز نحترف الانكباب على "المصحف" في مثل هذه الأوقات الصفراء القاحلة!!

قبضت فجأة على أصابعي، وضغطت عليها برفق ونعومة، فتركتُ المصحف، مندهشا، متعجبا من قبضتها، إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها يدها منذ سقوطها طريحة الفراش، اقتربتُ من وجهها، بحلقتُ فيها، فشاهدت دموع عينيها تترقرقان في محجريهما، فقبَّلتُ جبهتها ووجنتيها، وأخذتُ امسح دموعها وأمزجها بدموعي التي تفلَّتت مني بتدفق، وانسكبت بانسياب، قلت لها: "أماه، لا تجزعي أبدا، فليس أنتِ من يجزع، والله ثم والله، إن الله لن يخزيك أبدا".

ثم أسندتُ رأسها على يدي، حاولت تلقيناها الشهادة، وكلما كررتُ تلقينها الشهادتين في أذنيها، شعرت برغبتها في نطقهما ومحاولاتها المريرة اليائسة في نطقها، ولكنها كانت عاجزة تماماً عن النطق، مُكبَّلة اللسان. وفجأة شهقت شهقة خفيفة لينة، ناعمة، وأسلمت روحها الطاهرة إلى بارئها، فحضنتها بكلتا يديَّ، وضممتها إلى صدري، وبكيت فوقها بكاءً مريرا، لاسعا، لم أبك مثله من قبل، وكأني أدخرت كل هذه الدموع المدرارة السيالة لأغسل بها وجه أمي قبل الوداع. أغرقتها بالدموع، وبلَّلتُ وجهها بالنحيب، وغسلتُ جبهتها بالتقبيل، وسألتُ الله أن يجمعني بها في مستقر رحمته.

ذهبت أمي إلى البعيد، وانتقلت إلى العالم الآخر.. عالم بعيد جدا عن عالمنا السخيف هذا، عالم ربما يكون أكثر رحمة وشفقة من عالمنا هذا، عالم ربما يكون أكثر عدلا وحبا من عالمنا هذا، لست متيقنا من ذلك!

المهم أنها خلفت لي الوجع نائبا لها، وتركت لي الحزن بديلا عنها، ويا له من حزن قاس ولذيذ!