سماح...يافندم

 

عائض الأحمد

سماح عاشقة المتاعب امتهنتها وعاشت بين أحداثها ومفارقاتها "العربية"، كانت تحللها وتستشرف أحوالها وما أكثرها.

 بدأت حياتها في بيت إعلامي وشقت طريقها بفضل مهنيتها العالية، وحبها للعمل خلف الأحداث تُسابق الخطى بغية الوصول لسبق ربما قد يأتي لاحقًا.

 ولظروف عصفت بأسرتها فجأة وجدت نفسها

 وأبناءها تنظر إلى السراب وتتبعه، انهارت حياتها وتبددت أحلامها، دون رحمة أو شفقة أو إنكار من قريب أو بعيد أو زميل عمل كان يقف بين يدها مرعوباً "الأستاذية" في عالمنا المنكفئ على نفسه قولا وعملا.

 وما لبثت وقتاً أطول وإذا بها بين المارة تمسك بيدي "فلذاتها" يعتلي وجوههم "غبرة" حزن وأسى وتسأل ماذا جنيتِ "أمي" من فعل، ماذا جنينا لنُعاقب؟ أي وغد فعل هذا بك؟، وأي مجتمع أَبْصَرَ وصمت؟، عن أي "حقوق" نتحدث عن أي إنسانية، أين إعلام كنتِ أحد فرسانه أي مسافات قطعتي دون أن تبلغي حلماً ظننت أنه قريب المنال، وكأنه "حق" ثم وقفت هنا ملياً، لعل عابر سبيل انتهكت حريته وسلبت صرخته يعود إلى رشده ويتذكر أنَّها أفعال فردية، ليس لهذا الجمع مراد لتستمر ولن تكون أجندته إن طفح الكيل وبلغت الحلقوم.

في أثناء معاناتها كانت "منار" ليس اسمها بل فعل أمانيها، يصافح "سماح" ماذا حلَّ بك وإلى أي قدر أنت راحلة، تمني بصدق وانظري إلى الأقدار عندما تفتح أبوابها، أبتسمي فما كان لن يعود، عليك أن تذكري صحيفة أيامك فتشكري، من أخذ بحياتك وجعل منك "مرسال" حب وناقل سعادة من بلاد لم تكوني تحلمي يوماً بزيارتها، وها هي دارك ومقرك ومصدر إلهامك.

 كم "سماح" بيننا وكم "منار" نهتدي بهم إن ضلت بنا الطرق وتقطعت الأسباب، قلوب تفيض حبا وتسامحا تكاد تزهر فيتفتح حولها "جوري" أحمر في ساحات خضر تسر بها العين وتزهو بها النفس شوقًا، فتطرب من روعتها مرددة يال جمالكم.

 

 ومضة:

 الانتظار يخلق مساحة مزعجة لا حاجة لنا بها.

 

 يقول الأحمد:

 ماذا بقي مني؟

 جسدا.. عقلا.. روحا

 أرهقت بقايا أيامي

 أتلفت رؤى أحلامي

 أيقظت سبات سنين

 أحرقت غصون خضراء

 أشعلت بها نارا

 تهفو للقاء

 كانت سيرتي عادية

 لا شيء بها غير الأفكار

 تذكار يخلف تذكار

 أزرع هنا وردا.. وهناك أراها أحجار

 ذكرى يعقبها أذكار

 حدثت بها نفسي

 من أنت؟